بيروت _ المغرب اليوم
على الرغم من الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تضيق الخناق على أعناق اللبنانيين وتعسر تشكيل حكومة منذ أكثر من عام، وحالة الاستعصاء السياسي التي تنذر بتمدد الأزمة الاقتصادية والسياسية، فإن هناك بارقة أمل تبقي لبنان على الخريطة الرياضية الدولية والإقليمية وترفع سقف التحدي، بتنظيم رالي لبنان الدولي الـ43.
ويشكل رالي لبنان الدولي كذلك، إحدى جولات بطولة الشرق الأوسط للراليات، التي تشمل عُمان وقطر والكويت والأردن ولبنان وقبرص.
وقبل انطلاق الرالي، ارتفعت أصوات عديدة تنتقد إجراءه، وسط أزمة خانقة يعاني منها المواطن اللبناني، وعدم توفر المحروقات والبنزين بشكل خاص.
وسلط المنتقدون الضوء على ما يستهلكه الرالي من الوقود للسيارات المشاركة، واللجان، ومسؤولي الرالي، والقوى الأمنية المسؤولة عن حفظ النظام وتنظيم السير، والجهاز الصحي المواكب لإجراءات السلامة المختصة بوباء كورونا.
لكن اللجنة المنظمة للرالي كان لها رأي مخالف، يصر على إجراء الرالي في موعده ضمن جدول بطولة الشرق الأوسط للراليات، ليحجز هذا الوطن المعذب مكانا له بين الدول إقليميا وعربيا ودوليا، ويساهم في إبعاد كأس المرارة واليأس عن أهله، ومعظمهم من محبي الرياضة، خاصة رياضة السيارات وسباقاتها.
وينطلق مساء الجمعة، أحد أهم النشاطات الرياضية الميكانيكية في لبنان والشرق الأوسط بنسخته الـ43، بمشاركة لبنانية وعربية خليجية حاشدة تضم 24 سيارة، بتنظيم من النادي اللبناني للسيارات والسياحة ATCL، ويستمر ليومين متتاليي قبل أن يُختتم بإعلان الفائز بالرالي.
وفي لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية"، قال مدير الرالي، زياد جاموس: "وصلتنا بعض الأصوات المنتقدة لإجراء الرالي في هذه الظروف الصعبة والأيام المحبطة للبنانيين. المهمة كانت صعبة ولكننا اتخذنا القرار بتنظيم حدث رياضي كبير، لنقول إٔن إرادة الحياة تبقى أقوى في لبنان، والرياضة تبقى بارقة أمل نقدمها إلى اللبنانيين".
وأضاف: "نأمل في هذا الحدث الرياضي المهم الذي سينقل عبر محطات التلفزة، السلامة والنجاح ومتابعة المنافسة القوية بين الفائز بالرالي روجيه فغالي 14 مرة، وبين بطل الشرق الأوسط للراليات القطري ناصر صالح العطية، الذي فاز بالنسخة الأخيرة من الرالي عام 2019."
أما بالنسبة للإجراءات اللوجستية، فقد أكد جاموس أن "اللجنة المنظمة استطاعت بمساعدة إحدى الشركات، تأمين الكميات اللازمة من المحروقات لسيارات السباق من قبرص، وكذلك لسيارات اللجنة المنظمة وكل طاقم التنظيم والأمن والمراقبة".
كما قامت اللجنة بالتنسيق مع وزارة الصحة اللبنانية والصليب الأحمر اللبناني، لضبط إجراءات السلامة من وباء كورونا، والتباعد الاجتماعي، وفحص السائقين المشاركين والمنظمين".
ويشكل الرالي الجولة الثالثة من بطولة الشرق الأوسط للراليات للعام الجاري، بعد راليي قطر والأردن، وينظم بإشراف الاتحاد الدولي لرياضة السيارات (FIA).
وتبلغ مسافة الرالي حوالي 500 كلم من المنافسات المثيرة على طرق إسفلتية تمتد داخل القرى في جبال لبنان، وتستقطب جمهورا عريضا من المشجعين، وتختلف عن باقي جولات البطولة التي تجري على مسارات رملية وحصوية.
وشهد الرالي خلال تاريخه الحافل منافسات قوية بين السائقين اللبنانيين، على رأسهم السائق التاريخي نبيل كرم، وجان بيار نصر الله، وميشال صالح، وسمير غانم، والأخوين روجيه وعبدو فغالي.
ومن الإماراتيين محمد بن سليّم والشيخ خالد القاسمي، والقطريين سعيد الهاجري قديما، وناصر صالح العطية الفائز بالنسخة الأخيرة من الرالي في عام 2019، بعد إلغاء نسخة العام الماضي 2020 بسبب وباء كورونا.
ومن السعودية قديما السائق عبد الله باخشب ويزيد الراجحي حديثا، ومن الكويت شهد الرالي مشاركات عديدة، منها لمحمد الحسيني قديما ومشاري الظفيري حاليا، وأمجد فراح من الأردن.
ومن الأبطال العالميين المشاركين قديما في الرالي، الفرنسي جان رانيوتي ومواطنه إيف لوبيه، والفنلندي الشهير طومي ماكينن الذي قاد سيارة خلال إحدى المراحل الخاصة الاستعراضية، والنرويجي بيتر سولبرغ بطل العالم السابق الذي حل في المركز الثاني، والإيطالي بييرو لياتي .
وكانت بطولة الشرق الأوسط للراليات قد أبصرت النور رسميا عام 1984، وصارت إحدى جولاتها تقام في لبنان من ضمن رالي لبنان الدولي، الذي يسجل اليوم نسخته الـ43.
فد يهمك ايضا
معاناة مرضى السرطان في لبنان بتأمين علاجاتهم بعد توافر أدويتهم أخيراً
وفد رسمي لبناني سيزور دمشق لمناقشة استجرار الغاز من مصر والأردن