البرازيل - المغرب اليوم
وجه المنتخب البرازيلي لكرة القدم لطمة قوية إلى نظيره الأرجنتيني وبدد أحلامه في العودة لمنصات التتويج للمرة الأولى منذ أكثر من ربع قرن وتغلب عليه 2 / صفر، مساء الثلاثاء "صباح اليوم الأربعاء بتوقيت غرينتش" في الدور قبل النهائي لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية "كوبا أميركا" المقامة حاليا بالبرازيل.
ولقن المنتخب البرازيلي جيل النجم الأرجنتيني الشهير ليونيل ميسي درسا قاسيا في مباراة رائعة قدم خلالها التانجو الأرجنتيني أحد أفضل عروضه في السنوات الأخيرة بل إنه العرض الأفضل له في البطولة الحالية.
وتأهل المنتخب البرازيلي "راقصو السامبا" إلى نهائي كوبا أميركا للمرة الـ20 واقترب خطوة هائلة من التتويج بلقبه التاسع في البطولة والأول له في البطولة منذ 2007.
وودع المنتخب الأرجنتيني البطولة من المربع الذهبي بعدما بلغ النهائي في النسختين الماضيتين عندما خسر النهائي في المرتين بركلات الترجيح أمام منتخب تشيلي.
وباءت محاولات التانجو لإحراز أول لقب له في البطولات الكبيرة منذ 1993 بالفشل لتصبح الفرصة التالية له هي كوبا أمريكا 2020 بالأرجنتين وكولومبيا.
وفشل ميسي مجددا في الفوز بأي لقب كبير مع التانجو في البطولات الكبيرة "كأس العالم وكوبا أميركا" رغم فوزه بالعديد من الألقاب مع برشلونة الإسباني.
وأنهى المنتخب البرازيلي الشوط الأول لصالحه بهدف سجله جابرييل جيسوس في الدقيقة 19 إثر مجهود رائع من داني ألفيش وتمريرة من روبرتو فيرمينو.
وسجل فيرمينو في الشوط الثاني، الهدف الثاني للسامبا في الدقيقة 71 إثر تمريرة من جيسوس.
وتخلص منتخب السامبا بهذا الفوز الثمين من شبح استاد "مينيراو" في مدينة بيلو هوريزونتي الذي استضاف المباراة بعد خمسة أعوام من هزيمة الفريق الكارثية أمام نظيره الألماني 1 / 7 في المربع الذهبي لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.
ويلتقي المنتخب البرازيلي في النهائي يوم الأحد المقبل مع الفائز من المباراة الأخرى بالمربع الذهبي التي تقام مساء اليوم الأربعاء "صباح غد الخميس بتوقيت غرينتش" بين منتخبي تشيلي حامل اللقب وبيرو.
ويُعد الفوز هو العاشر فقط للسامبا على التانجو مقابل 25 انتصارا للأرجنتين في 33 مباراة بينهما بتاريخ مواجهاتهما في كوبا أمريكا بينما انتهت ثماني مباريات بالتعادل.
ويخوض المنتخب البرازيلي بهذا، نهائي كوبا أمريكا للمرة الخامسة في خمس نسخ استضاف فيها فعاليات البطولة ويأمل في مواصلة النجاح بالنهائي على أرضه مثلما فعل في المرات الأربع الماضية.
وحافظ منتخب السامبا على سجله خاليا من الهزائم في آخر ست مباريات أمام التانجو بكوبا أمريكا حيث كان الفوز هو الثالث مقابل ثلاثة تعادلات في هذه المباريات الستة، كما حافظ المنتخب البرازيلي على سجله خاليا من الهزائم على ملعبه أمام المنتخب الأرجنتيني في المباريات الرسمية.
وأثار الحكم المساعد حفيظة المنتخب الأرجنتيني بعد نهاية الدقيقة الأولى من المباراة عندما تأخر كثيرا في رفع الراية رغم تسلل فيرمينو الذي انفرد بالحارس وسدد الكرة قوية لكن فرانكو أرماني تصدى لها بينما رفع الحكم رايته معلنا عن وجود التسلل، وفرض المنتخب البرازيلي سيطرته على الدقائق الأولى من المباراة وكان الأفضل انتشارا في الملعب والأكثر من ناحية المحاولات الهجومية ولكن المنتخب الأرجنتيني أغلق كل الطرق المؤدية إلى مرماه لتغيب الخطورة الحقيقية.
ولم يتردد الحكم في إشهار البطاقة الصفراء في وجه الأرجنتيني نيكولاس تاجليافيكو في الدقيقة التاسع للخشونة مع جيسوس وسط موجة من الخشونة المبكرة في المباراة.
وسدد لياندرو باريديس كرة صاروخية من مسافة بعيدة للغاية في الدقيقة 12 ولكن الكرة مرت فوق الزاوية العليا اليمنى لمرمى السامبا، ومنحت هذه التسديدة المنتخب الأرجنتيني دفعة قوية وثقة كبيرة ليتبادل الفريق الهجوم مع مضيفه لكن ظلت الأفضلية للسامبا، واضطر ميسي إلى الرجوع كثيرا لمنتصف الملعب من أجل الحصول على الكرة بعيدا عن الرقابة اللصيقة عليه من أجل بناء هجمات للفريق.
واستغل جيسوس خطأ من الدفاع الأرجنتيني في الدقيقة 17 وانطلق بالكرة حتى منطقة الجزاء لكن دفاع التانجو عاد سريعا وتدخل في اللحظة الأخيرة لينقذ الموقف، وقدم ألفيش هدية حقيقية لمنتخب بلاده عندما استخلص الكرة ببراعة من لاعبي التانجو وصنع هجمة خطيرة ترجمها جيسوس إلى هدف التقدم في الدقيقة 19.
واستخلص ألفيش الكرة ببراعة من لاعبي الأرجنتيني وتقدم بالكرة وخدع الدفاع عندما مرر الكرة إلى فيرمينو غير المراقب في الناحية اليمنى ليمررها الأخير عرضية نموذجية قابلها جيسوس المتحفز أمام المرمى دون رقابة حقيقية بتسديدة قوية لتخترق الكرة المرمى على يسار الحارس.
وأصبح المنتخب الأرجنتيني بمرور الوقت، أفضل أداء وانتشارا في الملعب وهجوما على المرمى البرازيلي، وعاند الحظ التانجو في الدقيقة 31 عندما لعب ميسي ضربة حرة بالقرب من وسط الملعب حيث مررها طولية لتصل إلى سيرخيو أجويرو وسط منطقة الجزاء حيث حولها برأسه في اتجاه المرمى لكنها ارتدت من العارضة بعدما اجتازت الحارس البرازيلي أليسون بيكر ليشتتها الدفاع في الوقت المناسب.
وقاد ميسي هجمة سريعة من وسط الملعب في الدقيقة 36 ثم مرر الكرة بينية إلى أجويرو المندفع على حدود منطقة الجزاء حيث سدد أجويرو الكرة قوية لكنها ارتطمت بقدم أحد المدافعين لتضيع الفرصة الخطيرة، ونال الأرجنتيني ماركوس أكونيا والبرازيلي ألفيش إنذارا في الدقيقة 40 بسبب مشادة بينهما بعد كرة مشتركة.
وعاد المنتخب البرازيلي لفرض إيقاع لعبه على المباراة في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول لكن الدفاع الأرجنتيني نجح في التصدي لهذه المناوشات من السامبا لينتهي الشوط بتقدم أصحاب الأرض بهدف نظيف.
وأجرى المدرب تيتي المدير الفني للمنتخب البرازيلي مع بداية الشوط الثاني ، تغييرا بهدف الحفاظ على النتيجة وغلق الطريق أمام أي محاولات من التانجو لتعديل النتيجة حيث دفع بلاعب الوسط ويليان على حساب المهاجم إيفرتون.
وتبادل الفريقان الهجمات منذ الدقيقة الأولى في هذا الشوط وكاد لاوتارو مارتينيز أن يسجل هدف التعادل للتانجو في الدقيقة 50 إثر هجمة خطيرة وتمريرة من أجويرو وصلت إلى مارتينيز داخل منطقة الجزاء ليسددها مباشرة ولكن الحارس البرازيلي بيكر تصدى لها بثبات، وكرر المنتخب الأرجنتيني المحاولة في الدقيقة 52 إثر هجمة قادها أجويرو ووصلت منها الكرة إلى ميسي على حدود منطقة الجزاء ليمررها بمهارة إلى رودريجو دي بول الذي سددها صاروخية من حدود منطقة الجزاء ولكن فوق العارضة.
ورد المنتخب البرازيلي بهجمة خطيرة حيث تلاعب جيسوس بدفاع التانجو في الدقيقة 56 ثم مرر الكرة إلى فيليب كوتينيو الذي سددها من داخل حدود منطقة الجزاء لكن إلى خارج المرمى، وعاند الحظ التانجو بشدة في الدقيقة التالية عندما وصلت الكرة إلى ميسي على حدود المنطقة ليسددها قوية لكنها ارتدت من القائم الأيمن ثم تابعها ميسي بتمريرة عرضية لكنها لم تجد من يتابعها وهي على بعد خطوة واحدة من المرمى.
ودفع ليونيل سكالوني المدير الفني للتانجو بلاعبه آنخل دي ماريا في الدقيقة 59 بدلا من أكونيا، وواصل الفريقان محاولاتهما الهجومية في الدقائق التالية، وخرج البرازيلي ماركينوس مصابا ولعب مكانه جواو ميراندا، وحصل ميسي على ضربة حرة أمام منطقة الجزاء مباشرة إثر عرقلة من ألفيش في الدقيقة 65، وسدد ميسي الضربة الحرة ببراعة لكن بيكر أمسكها بثبات قبل عبور خط المرمى.
ونال الفريق الأرجنتيني رغم الأداء القوي من التانجو ، صفعة قوية واهتزت شباكه بالهدف الثاني في الدقيقة 71، وجاء الهدف عندما ضغط جيسوس على الدفاع الأرجنتيني وخطف الكرة وتقدم بها إلى داخل منطقة الجزاء وسط ملاحقة من الدفاع ثم مرر الكرة لزميله فيرمينو الخالي تماما من الرقابة والذي سددها إلى داخل المرمى بهدوء ليكون هدف الاطمئنان.
وتوترت أعصاب لاعبي الفريقين وظهرت بعض الاحتكاكات وتدخل الحكم لفضها سريعا لكنه أنذر المدرب سكالوني بسبب الاحتجاجات، وكثف المنتخب الأرجنتيني هجومه في الدقائق التالية بحثا عن هدف إنعاش الأمل ولكن دون جدوى حيث واصل الفريق إهدار الفرص التي سنحت له لينتهي اللقاء بالفوز الثمين للسامبا.
وقد يهمك أيضاً :