القنيطرة - المغرب اليوم
أكد المدير العام للأمن الوطني المغربي، بوشعيب أرميل، الأربعاء في المعهد الملكي للشرطة ف القنيطرة، أن تنظيم المحاضرة الثانية لمكافحة العنف المرتكب أثناء أو بمناسبة التباري الرياضي يبرز التضامن في المسؤولية بين النشطاء في الحقل الرياضي.
واعتبر أرميل أنّ "مكافحة العنف المرتبط بالرياضة ليست حكرا على المصالح الحكومية التي تدبر الشأن الرياضي، أو الأجهزة والمؤسسات الأمنية بمفردها، وإنما تستدعي اعتماد استراتيجية مندمجة".
وأكد أرميل، خلال افتتاح أعمال المحاضرة التي تنظمها المديرية العامة للأمن الوطني تحت شعار "جميعا من أجل تظاهرات رياضية دون عنف"، أن المغرب، كباقي دول العالم، شهد تسجيل مجموعة من أحداث الشغب بمناسبة إجراء التظاهرات الرياضية، كما شهد تنامي ظاهرة "الألتراس" في عدد من المدن المغربية، مع ما واكب ذلك من تغيير نمطي في طريقة التشجيع، إلى جانب تسجيل تراجع كبير على مستوى السلوك الفردي والجماعي الرافض لتقبل الخسائر والإخفاقات في النتائج.
وأوضح أن هذا الوضع أفرز المظاهر المشينة في عدد من الملاعب الرياضية، واستدعى في المقابل اعتماد مقاربات عرضانية لاحتواء هذه الظاهرة في مهدها، من خلال مخططات عمل قطاعية مندمجة، وعن طريق حملات توعوية ذات أبعاد تربوية في مختلف المؤسسات التعليمية والفضاءات الشبابية".
وأضاف أن المشاركين في هذه المحاضرة سيساهمون من خلال مشاركتهم الفعالة، في تعميق النقاش العمومي حول ظاهرة العنف المرتبط بالتظاهرات الرياضية التي تشكل تجسيدا واقعيا لمفهوم الإنتاج المشترك للأمن، وترسيخا متينا لمرتكزات الحكامة الأمنية الجيدة، التي تجعل الحق في الأمن أحد الحقوق الأساسية للمواطن، وتجعل مهمة توفير هذا الحق والمحافظة عليه مسؤولية جماعية تضطلع فيها الدولة بالجزء المتعلق بالوقاية ، بينما تتحمل منظمات المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والفنية والرياضية والتربوية والإعلامية مهام التحسيس والتوعية والتربية والتكوين.
وأشار إلى أن المناظرة الثانية تهدف إلى تقييم المبادرات والمشاريع التي أوصت بها النسخة الأولى للوقوف على المنجزات التي تم تحقيقها على أرض الواقع، والصعوبات التي تمت مواجهتها، والبدائل المطروحة، وكذا تحديد الخطط المستقبلية للمواسم الرياضية المقبلة.
وأوضح في هذا الصدد أن المديرية العامة للأمن الوطني أفردت للممارسة الرياضية مخطط عمل مندمج يحمل شعار" الأمن الوطني في خدمة الرياضة"، موضحا أن الأمر يتعلق بشعار له دلالات متعددة، ورمزية عميقة، لأنه يجعل من الرياضة فضاء حصريا للتنافس الشريف، ومناسبة حقيقية للإبداع الخلاق، وفرصة متميزة للتباري وإبراز الطاقات، كما أنه يرتقي بالمؤسسة الأمنية إلى منزلة الشريك الأساسي في خدمة الرياضة الوطنية، ويجعلها فاعلا حاسما مهمته توفير الأجواء الآمنة للتظاهرات الرياضية، ومتدخلا محوريا، لا مناص منه، في تعزيز وتوطيد مقومات الحكامة الجيدة لتدبير القطاع الرياضي.
وتعرف الدورة الثانية للمناظرة مشاركة وازنة لممثلي مختلف الأندية الوطنية الممثلة لقسم النخبة، ونشطاء جمعيات الأنصار والمحبين الفاعلة على المستوى الوطني، علاوة على أطر تمثل القطاعات الوزارية المعنية بالشأن الرياضي، وثلة من الفنانين والرياضيين الذين بصموا الساحة الوطنية بإبداعاتهم. كما يشارك في هذه التظاهرة عدد من الخبراء الأجانب، الذين يمثلون كبريات المدارس الدولية في ميدان الأمن الرياضي، لاسيما من إيطاليا وإسبانيا وهولاندا.