الرباط – محمد عبيد
أكَّد وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي، في اجتماع لهم، مساء أمس الجمعة، في العاصمة المغربية، الرباط، على "ضرورة تكثيف الجهود من أجل إخراج الاتحاد من حالة الجمود التي يعيشها، بعد مرور ربع قرن على إنشاء هذا التكتل الإقليمي، وتعثر انعقاد أية قمة مغاربية منذ العام 1994".
ودعا بيان مشترك بين وزراء خارجية دول الاتحاد، وهم؛ المغرب، وموريتانيا، وليبيا، والجزائر، وتونس، إلى "ضرورة التنسيق الأمني المشترك بين بلدان الاتحاد لمواجهة التحديات التي تفرضها التحولات الجارية في منطقة الساحل والصحراء، في الوقت الذي عبروا فيه عن دعم بلدان الاتحاد لجهود السلطات الليبية لإرساء الاستقرار على أراضيها".
وغاب في البيان الختامي، للقمة، أية إرادة عن مشكلة النزاع بشأن إقليم الصحراء، بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، المدعومة من قِبل الجزائر، وهي المشكلة التي تمد لما يقرب من 40 عامًا، وشكلت حجر عثرة في إعادة بناء الاتحاد المغاربي، ما نتج عنه حالة من التوتر بين المغرب والجزائر، على خلفية دعم الأخيرة لجبهة "البوليساريو".
وصدرت تلميحات من قِبل وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، في كلمة له خلال اجتماع دول الاتحاد، دعا فيها إلى "تجاوز الخلافات وافتعال الصراعات الهامشية، التي تعرقل جهود بناء الاتحاد المغاربي، وتسمم الأجواء بين أعضائه في إشارة إلى مشكلة إقليم الصحراء".
وبدا مستوى التمثيل الدبلوماسي الجزائري، منخفضًا في تلك القمة، ولم يوضح الناطق باسم الخارجية الجزائرية سبب تخفيض تمثيل الجزائر في ذلك الاجتماع، غير أن الأمر يبدو له علاقة بالتوتر الذي تشهده علاقات بين المغرب والجزائر.
وشدَّد مزوار، على "أهمية التعاون والتنسيق الأمني بين دول الاتحاد، ولاسيما في سياق ما يشهده الجوار الإفريقي، في منطقة الساحل والصحراء من مخاطر ترتبط بالإرهاب، والاتجار بالبشر، وتهريب الأسلحة والمخدرات، والهجرة غير الشرعية".
وأعرب عميد الدبلوماسية المغربية، مزوار، عن "استعداد بلاده لاحتضان القمة المغاربية السابعة المرتقب انعقادها في تشرين الأول/أكتوبر المقبل"، مشددًا على "أهمية تطوير هياكل الاتحاد المغاربي من أجل كسب الرهانات التنموية والتحديات والتحولات العميقة التي تواجه بلدان المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية".
ومن وجهة النظر التونسية، عبر وزير الخارجية التونسي، عن "قلق بلاده إزاء الأوضاع التي تشهدها ليبيا أخيرًا"، مُؤكِّدًا على "عزم تونس دعم وحدة الصف اللييبي، ومساندة كل الجهود لإنجاح الحوار الوطني، بين الفرقاء في ليبيا".
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الليبي، محمد عبدالعزيز، أن "ذلك الاجتماع يُشكِّل نقلة نوعية في الوفاق السياسي بين بلدان المغرب العربي، ولاسيما بعد توافق الدول الأعضاء على عقد القمة المغاربية السابعة في تونس".
وعن موقف الجزائر، أعرب الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية، عبدالحميد السنوسي، عن "تضامن بلاده مع ليبيا، واستعدادها لتقديم الدعم والمساندة للحكومة الليبية، من أجل بناء دولة القانون والمؤسسات".