مراكش-مروة العوماني
أكدت سميرة إبراهيم بن رجب، المبعوثة الخاصة للديوان الملكي في مملكة البحرين في مراكش، أن التطرف المذهبي سلاح فتاك ينخر المجتمعات العربية من الداخل، مشددة في كلمة خلال جلسة عامة في إطار الدورة السابعة لمنتدى الأمن في مراكش أن هذا التطرف سيُصبِح أكبر حجمًا إذا ما تم القبول بالحلول والمقاربات الجاهزة.
وأوضحت بن رجب خلال الندوة التي عقدت حول "تطور وتحول التهديدات العابرة للحدود الوطنية واللامتماثلة"، أن الواجب اليوم عدم إغفال أن التطرف المذهبي هو المشكلة الأساسية، وأنه يتفاقم في حالة الرضا بالإملاءات الخارجية في معالجة هذه الظاهرة الخطيرة. وفي حديثها عن التطرف الديني والمذهبي، أكدت المتحدثة ذاتها أنها تكتسي خطورة كبيرة وله تداعياته على مستقبل وأمن واستقرار المنطقتين العربية والإفريقية، كما أبرزت أن التطرف ظاهرة تحمل هوية دينية تتسبب في صراع جديد ينخر المجتمعات العربية ويقسم مكوناتها ويفتتها من الداخل مذهبيًا عبر استقطاب وأدلة أبنائها ليكونوا وقود هذا الصراع في عمليات القتل والانتحار.
وأشارت المبعوثة الخاصة للديوان الملكي في مملكة البحرين، إلى أن التطرف بات يزعزع أمن العالم بصورة عامة، وأمن المنطقة العربية والإسلامية على وجه الخصوص، نتيجة زيادة رقعة انتشاره وتزايد عدد المنظمات المتطرفة المنضوية تحت مسميات دينية ومذهبية متعددة، مدعومة بالمال والعتاد والعقيدة، إضافة إلى تصاعد معدلات خطره الماديوالأيديولوجي أكثر من أي وقت مضى، وشددت أن بعض الأطراف ذات المصلحة تحاول أن تعطي هذا التطرف صفات ومسميات تزيده خطرًا وقوة.
ولفتت المتحدثة إلى أن المنظمات المتطرفة تستغل اليوم ثغرات الانفتاح العالمي على اقتصاديات وثقافات الدول والاستخدام الحر لشبكات الاتصال المفتوح، وتجد في ضعف القوانين الدولية وعدم تطبيقها أو عدم جدواها، وفي تباعد وجهات نظر ومصالح القوى الكبرى، وفي عقم جهود المنظمات الأممية في إرساء الأمن والاستقرار، البيئة الملائمة لتكثيف هجماتها المتطرفة التي تسعى من ورائها إلى إسقاط الدولة من خلال تفكيك مؤسساتها والقضاء على مكونات المجتمع وتدمير البنية التحتية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية عن طريق نشر الفوضى.