العيون - سناء بنصالح
أكد الملك محمد السادس خلال خطابه بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، أنه لا يريد أن يكون الاحتفال بهذه الذكرى احتفالًا عابرًا، بل مرحلة فاصلة في مسار استكمال الوحدة الترابية.
وأوضح ملك المغرب في خطابه أنه بعد تحرير الأرض وتحقيق الاستقرار، وتمكين سكان الجنوب من العيش الكريم، حان الوقت لإحداث القطيعة مع الماضي بسلبياته وإيجابياته، والقطيعة مع اقتصاد الريع وضعف المبادرة الخاصة، وشدد أن إحداث القطيعة ضروري بعد أعوام من التضحيات والجهود، خصوصًا وأن المنطقة وصلت مرحلة النضج لإطلاق مرحلة جديدة.
ولفت محمد السادس إلى أن الصحراويين معروفون بالتجارة والعلم، وبالاعتماد على الذات دون مساعدة من أحد، وهو ما يفسر حديث الملك بالقطع مع الريع في المنطقة، كما أعلن تعبئة كل الوسائل المتاحة لإنجاز عدد من الأوراش الكبرى، والمشاريع الاجتماعية والصحية والتعليمية في جهات العيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب، وكلميم واد نون.
وفي مجال البنيات التحتية، أكد الملك أنه ستتم تقوية الشبكة الطرقية في المنطقة بإنجاز طريق مزدوج، بالمواصفات الدولية، بين تيزنيت العيون والداخلة، موازاة مع دعوة الحكومة للتفكير في إقامة محور للنقل الجوي، في الأقاليم الجنوبية، نحو أفريقيا، وأضاف: "لدينا حلم ببناء خط للسكة الحديدية من طنجة إلى لكويرة، لربط المغرب بأفريقيا".
ومن ضمن المشاريع الكبرى التي أعلن عنها الملك محمد السادس بناء الميناء الأطلسي الكبير للداخلة، وإنجاز مشاريع كبرى للطاقة الشمسية والريحية في الجنوب، وربط مدينة الداخلة بالشبكة الكهربائية الوطنية، فضلًا عن ربط هذه الشبكات، والبنيات التحتية بالدول الأفريقية، بما يساهم في النهوض بتنميتها.
وأضاف: "إيمانًا منا بأن البنيات التحتية لا تكفي وحدها، لتحسين ظروف عيش المواطنين، فإننا حريصون على مواصلة النهوض بالمجال الاقتصادي، ودعمه بمشاريع التنمية البشرية".
وفي هذا الصدد، شدد الملك على مواصلة استثمار عائدات الثروات الطبيعية، لفائدة سكان المنطقة، في إطار التشاور والتنسيق معهم، مشيرًا إلى أنه تقرر لهذه الغاية إنجاز مجموعة من المشاريع، التي ستمكن من تثمين واستغلال الموارد والمنتوجات المحلية، كالمشروع الكبير لتحلية ماء البحر في الداخلة، وإقامة وحدات ومناطق صناعية في العيون والمرسى وبوجدور، مضيفا أنه سيتم أيضًا إحداث صندوق للتنمية الاقتصادية، مهمته تطوير النسيج الاقتصادي، ودعم المقاولات والاقتصاد الاجتماعي، وتوفير الدخل القار وفرص الشغل وخصوصًا لفائدة الشباب.