لندن - سليم كرم
أشعلت معاملة الروس كأولوية غضب السياح البريطانيين في شرم الشيخ ممن تقطعت بهم السبل، وهم يحاولون العودة إلى وطنهم بعد تدهور الأوضاع الأمنية في سيناء.
وكان الرئيس الروسي اتصل مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، لضمان اتفاق لتسهيل إعادة السياح الروس إلى بلادهم، مما جعل للروس الأولوية في تأمين الترتيبات اللازمة لسفرهم، وهذا ما جعل البريطانيون يشعرون بالمذلة، بعد أن ترك العديد منهم لفترة طويلة تصل إلى تسعة أيام قبل تأمين عودتهم إلى بريطانيا.
وتصاعد الوضع ليصل إلى أزمة دبلوماسية، وعاد إلى بريطانيا 1945 سائحًا من شرم الشيخ، وبقى الآلاف بعد ممن يمضون عطلتهم في شرم الشيخ، في حين أن روسيا تمكنت من إعادة حوالي ستة آلاف سائح من مواطنيها.
وقلصت بريطانيا رحلات طيران العودة إلى الوطن من شرم الشيخ إلى ثماني رحلات بدل 20، في حين خصصت روسيا 93 طائرة لإعادة مواطنيها على مدى اليومين المقبلين، وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي دفوركوفيتس أن الروس يتلقون كل الدعم اللازم من المصريين.
وفي اليوم الذي سبق حادث تحطم الطائرة، أقلعت تسع رحلات من شرم الشيخ إلى بريطانيا، في حين أن ثلاث رحلات فقط توجهت نحو روسيا.
وعبّر أحد السياح البريطانيين ممن عادوا إلى وطنهم عن سوء الوضع في شرم الشيخ بالقول: "الوضع هناك جنوني، الجميع يحتشد في المطار للعودة إلى وطنه، الأمن منعدم في المطارات، فحقائبنا لا تفحص كفاية، والمكان مزدحم وغير منظم".
وأضاف شخص آخر: "يبدو أن الحدث عائد لفقدان المعلومات الأمنية، ولكن حال المطار أصبح أكثر سوءًا الآن، اضطررنا لترك حقائبنا هناك، وفي الحقيقة لا أعتقد أننا يمكن أن نراها ثانية، يكفي أننا عدنا بسلام إلى الوطن".
وتلقي الحكومة البريطانية باللوم في تأخير الرحلات البريطانية على التدابير الأمنية التي وضعتها لضمان عودة مواطنيها بسلام، ونفى أحد الطيارين المصريين أن يكون الروس تلقوا معاملة تفضيلية عن الآخرين لضمان عودتهم.
وفي تطورات الوضع الأخيرة حول سقوط الطائرة، تمكن عملاء أميريكان من التقاط رسائل للمتطرفين في شبه جزيرة سيناء، يخبرون بعضهم أن شيئًا ما سوف يحدث في المنطقة، في إشارة إلى إسقاط الطائرة الروسية، وتلقى الطيارون الأميريكان والبريطانيون تحذيرات من أن هجمات متطرفة محتملة يمكن أن تقع في شبه جزيرة سيناء.
وأكد المسؤولون الذين يفحصون الصندوقين الأسودين سماعهم أصوات غريبة قبل ثوان من انفجار الطائرة، واتهمت مصر دول لم تسميها، يعتقد أنها بريطانيا وأميركا بالفشل بسبب عدم مشاركتها لمعلومات استخبراتية متعلقة بالحادث.