الرياض ـ عبد العزيز الدوسري
برزت عقدة "مصير الأسد"، خلال محادثات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، وعكست المحادثات تقاربا قويا وتطابقا في وجهات النظر حيال غالبية الملفات الثنائية والاقليمية، في حين أعلنت الرياض عن تمسكها في موقف ثابت حيال سبل تسوية الأزمة السورية، حيث عقد الوزيران جلسة خلف أبواب مغلقة مهد لها لافروف مؤكدًا حرص بلاده على مواصلة الحوار الذي بدأه الطرفان الأسبوع الماضي، في الدوحة.
وبدت ملامح توافق روسي – سعودي على غالبية الملفات المطروحة خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده الوزيران على الرغم من استمرار الخلاف في وجهات النظر على بعض التفاصيل التي تخص تسوية الأزمة السورية، كما أكد لافروف وجود فهم مشترك لضرورة تنسيق الجهود في مواجهة التطرف الذي غدا عنصر تهديد ليس فقط لروسيا والمملكة العربية السعودية؛ بل وللمنطقة والمجتمع الدولي.
وأوضح أنّه جرى تحقيق بعض النتائج الأولية فيما يهم مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي تخص إنشاء تحالف إقليمي لمحاربة "داعش"، ولفت إلى أنّ الطرفين اتفقا على خطوات عملية لتعزيز فرص الحوار بين الأطراف السورية تحت رعاية المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، وفي سياق توحيد أطياف المعارضة السورية للخروج برؤية مشتركة تعزز المسار التفاوضي على أساس إعلان "جنيف"، موضحًا أنّ المناقشات التي تجريها موسكو مع أطياف المعارضة السورية تصب في المجرى المشترك الذي يجري تنسيقه مع الرياض والأطراف الدولية الأخرى.
وأقر وجود نقاط خلافية، قال ان بينها مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وتعد هذه المرة الأولى التي تعترف فيها موسكو علنا عن أنّ مسألة "مصير الاسد"، باتت مطروحة على جدول أعمال المحادثات مع الأطراف الاقليمية والدولية.
وأبرز الجبير، أنّ "موقف المملكة ثابت حيال سورية وأنه لا مكان للأسد في مستقبل سورية، وأنه جزء من المشكلة وليس من الحل، مبرزًا أنّ الرياض تؤمن بأن نظام بشار الأسد وبشار الأسد نفسه انتهى، إما أن يرحل وفق عملية سياسية أو ينتهي بسبب العمليات العسكرية، ونحن نأمل في أن يستطيع المجتمع الدولي إيجاد وسيلة لإخراج الأسد عبر عملية سياسية تقلص سفك الدماء وتقلص الدمار وتحافظ على المؤسسات الحكومية والعسكرية في سورية".
وفي إشارة إلى الدعوة الروسية لتأسيس تحالف عريض ضد التطرف، زاد أنّ الرياض لن تشارك في أي تحالف ضد التطرف تكون السلطة السورية جزءا منه، مشيرًا إلى أنّ قوات الأسد ساعدت في تعزيز مواقع تنظيم "داعش" لأنها وجهت سلاحها نحو شعبها والمعارضة المعتدلة.
في المقابل شدد على تطابق وجهات النظر بين موسكو والرياض حيال ضرورة تطبيق اتفاق جنيف، خصوصا في البند المتعلق في تأسيس هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات مع المحافظة على الجيش ومؤسسات الدولة التي سيكون لها دورًا في مواجهة التطرف وحماية المواطن السوري.
ولفت الوزيران إلى اتفاق في المواقف حيال الوضع في العراق واليمن وليبيا، ونوه الجبير إلى أنّه بحث مع لافروف أهمية تطبيق الاصلاحات في العراق فيما يلبي مصالح كل الفئات ويسحب البساط من تحت اقدام تنظيم "داعش"،موضحًا لافروف أنه أبلغ الجانب السعودي عن فحوى الاتصالات التي أجرتها موسكو مع الأطراف اليمنية لتطبيق رؤية المبعوث الدولي للتسوية في اليمن.
واعرب عن امله في ان يسفر توقيع الاتفاق «النووي» مع طهران عن اطلاق حوار خليجي – ايراني وتقريب وجهات النظر بين الاطراف في المنطقة مذكراً بدعوة روسيا لفتح حوار يهدف الى انشاء فضائي امني مشترك في الخليج.
وأكد الوزيران حرص البلدين على مواصلة الحوار الروسي – السعودي «بالروح نفسها الايجابية والشاملة والصريحة» كما أشار الجبير، وبينما جدد لافروف دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الدعوة لزيارة روسيا «في الوقت المناسب له» اكد الجبير ان الرياض تعلق امالاً بأن تحقق الزيارة قفزة نوعية في العلاقات الثنائية، وجدد تأكيد بلاده الحرص على تعزيز التعاون مع روسيا في كل المجالات «العسكرية والاقتصادية والسياسية والامنية» ولفت الوزير الى اتصالات نشطة بين البلدين قال انها قد تُسفر قريباً عن توقيع اتفاقات تعاون عسكري.