الدار البيضاء- جميلة عمر
انطلق آلاف المغاربة، صباح الأحد، من ساحة النصر في درب عمر، في مدينة الدار البيضاء؛ في مسيرة وطنية احتجاجية مشتركة امتدت عبر شارع لالة الياقوت، دعا إليها كل من الاتحاد المغربي للشغل، والكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد العام للشغالين في المغرب، والفيدرالية الديمقراطية للشغل، ووجوه سياسية ومدنية وشبابية وحقوقية بارزة.
يأتي ذلك احتجاجًا على ما سموه "الاستخفاف الحكومي بالحركة النقابية وتغييب الحوار الاجتماعي والقطاعي والإصرار على اتخاذ قرارات انفرادية واستفزازية".
ورفع المشاركون خلال هذه المسيرة عدة شعارات كـ"الله على مغرب المعيشة فيه بـ3 آلاف درهم، ارحل بنكيران ارحل، حقوقي حقوقي دم في عروقي.. ما ساكتينش ما ساكتينش على حقنا ما مفاكينش"، إلى جانب عدة لافتات كتب عليها عبارات من قبيل الحكومة مهزوزة، بنكيران ارحل.
وتقدم المسيرة كل من الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل الميلودي موخاريق، والكاتب العام للاتحاد العام للشغالين في المغرب محمد كافي الشراط، والكاتب العام للكونفيدرالية الديمقراطية للشغل نوببر الأموي، والكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل عبدالرحمان العزوزي.
وطالب المشاركون في المسيرة، التي رفعت خلالها الأعلام الوطنية، بالزيادة العامة في الأجور ومعاشات التقاعد، وتخفيض الضغط الضريبي على الأجور وتحسين الدخل، ورفع سقف الأجور المعفاة من الضريبة إلى 6000 درهم شهريًّا، وكذا احترام الحريات النقابية وإلغاء الفصل الـ288 من القانون الجنائي.
ومن المطالب الأخرى سن مقاربة تشاركية في إصلاح منظومة التقاعد وتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق 26 نيسان/أبريل 2011 (الدرجة الجديدة)، فضلاً عن التعويض عن المناطق النائية، وتوحيد الحد الأدنى للأجر بالقطاع الصناعي والخدماتي والقطاع الفلاحي والغابوي وتوابعهما.
وخلال المسيرة أبرز ميلودي مخاريق، في تصريح صحافي، أن تنظيم هذه المسيرة يأتي بعد استنفاد جميع الوسائل المتعلقة بمباشرة حوار جدي مع النقابات، وأن هذه المسيرة تتميز بمشاركة جميع القطاعات المهنية وكل المدن والجهات وفي مقدمتها الأقاليم الصحراوية المغربية.
ومن جهته، أكد محمد كافي الشراط أن الحكومة "لم تستجب لمطالب العمال، وأن النقابات تواصلت وكاتبت الحكومة بشأن المطالب العمالية التي تهم عددًا من القطاعات.
أما عبد الرحمن العزوزي فاعتبر أن "تجاهل مطالب العمال" هو ما دفع المركزيات النقابية لتنظيم هذه المسيرة التي تعتبر خطوة أولى في سلسلة خطوات نضالية سطرتها النقابات.
وصرَّح نائب الكاتب العام للكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، عبدالقادر الزاير، بأن هذه المسيرة تروم تنبيه الحكومة لكي تتحمل مسؤوليتها بشأن مطالب العمال، معربًا عن أمله بأن تبادر الحكومة للمفاوضة الجماعية بغية تلبية هذه المطالب.
هذا وصرح مصدر حكومي معتبرًا أن المسيرة الوطنية التي نظمتها المركزيات النقابية في الدار البيضاء "فاشلة"؛ لكون المغاربة مع الإصلاحات التي جاءت بها الحكومة، والحكومة مستعدة للحوار بكل جوانبه، بحسب قوله.
وأضاف المصدر أن رئيس الحكومة اعتبر مسيرة النقابات لا معنى لها في ظل فتح الحكومة للحوار الاجتماعي مع النقابات، وأن بعض النقابات تتعنت وترفض الحوار وتخرج للاحتجاج، في حين أن الحكومة ستواصل تطبيق الإصلاحات في صندوق المقاصة والتقاعد والتشغيل.
ويأتي رد الحكومة الأول على مسيرة الأحد مباشرة بعد أن خرجت النقابات العمالية في المغرب، في مسيرة رافعين شعارات ضد الحكومة وواصفين بنكيران بـ"الديكتاتور".
ومن العيوب التي شهدتها المسيرة، التي خرج فيها أكثر من 50 ألف شخص، سوء التنظيم، وغياب الشعارات الموحدة، وترديد كل فئة شعارات خاصة، ما جعل "الوحدة" تغيب عن أجواء المسيرة.