الرباط - سناء بنصالح
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، الثلاثاء في الكويت، أنّ المغرب لن يتأخر في تعبئة المساعدات الإنسانية للأشقاء السوريين، ولن يذخر جهدًا في البحث عن التسوية السياسية الضرورية للأزمة السورية.
وشدد مزوار في كلمة له، خلال المؤتمر الدولي الثالث لدعم الوضع الإنساني في سورية، المُنظم في الكويت، أنّ المغرب يعتبر هذا المؤتمر نداء قويًا إلى المجتمع الدولي بضرورة معالجة المشكلة السورية في جوهرها السياسي وبعدها الأمني، وتعبير صادق والتزام موصول لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بالتعاطي مع البعد الإنساني للأزمة السورية بكل جد ومثابرة وفعالية.
ويأتي عقد المؤتمر استجابة لنداء أطلقته منظمة الأمم المتحدة لإغاثة ما يقارب أربعة ملايين سوري في أمس الحاجة على الخصوص إلى الملجأ و الحماية والرعاية الصحية والمواد الغذائية والماء الصالح للشرب.
وتابع مزوار أنّ المغرب يعتبر هذا المؤتمر واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا للمجتمع الدولي، خاصة في هذا الظرف بالذات، لأن معاناة النازحين واللاجئين السوريين مستمرة، ولأن كل يوم تلتحق بهم أفواج أخرى من الذين اضطروا إلى تغيير أماكن سكناهم أو الرحيل إلى بلدان أخرى، خاصة دول الجوار.
ودعا المجتمع الدولي إلى التخفيف من معاناة الشعب السوري، كلٌ حسب إمكانياته وبالطريقة التي يراها مناسبة، إذا كان الجميع غير قادر، لحد الآن، على إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة السورية.
من جهة أخرى، أوضح مزوار أنّ معالجة هذه المشكلة تتم من خلال إيجاد السبل والآليات الكفيلة بتطبيق مضامين بيان جنيف الأول، وتمكين الشعب السوري من قيادة مرحلة الانتقال السياسي بنفسه، والحفاظ على الوحدة الترابية للدولة السورية وعلى مؤسساتها، مع عصرنتها وتطويرها، للقيام بنهضة تنموية شاملة يشترك في بلورتها وتنفيذها جميع السوريين، كما أشاد بما تقدمه دول الجوار لهم من إيواء وعناية، داعيًا إلى مضاعفة المساندة لها للاستمرار في أداء واجبها التضامني.
وأضاف أيضًا أنّ المغرب اختار المزاوجة بين تقديم المساعدات المحددة التي يمليها الظرف الاستعجالي، بما في ذلك الأربعة ملايين دولار التي حولتها العام الماضية إلى الهيئة الأممية المسؤولة، وبين الدعم الإنساني الموصول للتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، عبر المستشفى متعدد التخصصات الذي أمر الملك محمد السادس بإقامته منذ عام 2012، في مخيم الزعتري والذي لا يزال يقدم خدمات طبية وعلاجية ووقائية منتظمة لآلاف الأشقاء السوريين في هذا المخيم، كما أعرب عن شكره للكويت، أميرًا وحكومة وشعبًا، وللأمانة العامة لهيئة الأمم المتحدة، على هذه الالتفاتة الإنسانية النبيلة التي تعبر عن الوقوف مع الشعب السوري الشقيق.
ومن الجدير ذكره أنّ المؤتمر الدولي الثالث يهدف لدعم الوضع الإنساني في سورية ، وإلى جمع 8،4 مليارات دولار (5,5 مليارات للسوريين اللاجئين في دول الجوار و2,9 مليار للنازحين داخل سورية) لتخفيف معاناة أكثر من 12 مليون سوري هم بأمس الحاجة للمساعدات الانسانية العاجلة نتيجة استمرار الأزمة السورية.