الدار البيضاء ـ جميلة عمر
شارك وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار، أمس الأحد على هامش الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، خلال أعمال اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، خصص لمناقشة التطورات الأخيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية بعد الاعتداءات الإسرائيلية الهمجية على القدس الشريف والمسجد الأقصى، إضافة إلى الوضع في ليبيا واليمن والعراق وسورية ومخاطر التطرف في المنطقة العربية.
وفي هذا الإطار أكد صلاح الدين مزوار، في مداخلته على دعم المغرب لكل جهود المصالحة بين الفرقاء الليبيين، في أفق عودة الاستقرار إلى ليبيا بإنجاح مسار الانتقال الديمقراطي بها، معتبرًا هذا المبتغى تحديًا حقيقيًا لكافة الدول العربية والمجتمع الدولي؛ لأن نجاح نموذج الانتقال في ليبيا ستكون له انعكاسات إيجابية على باقي الدول العربية وعلى جميع دول المنطقة.
وجدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون تأييد المملكة للموقف العربي الموحد بشأن اليمن على مستوى مجلس حقوق الإنسان في جنيف، موضحًا في هذا الإطار أن تعليمات أعطيت لسفير المغرب في جنيف للسير في هذا الاتجاه.
ولم يفت مزوار التذكير بأن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في نيويورك يأتي في ظروف مشحونة بالآثار التي أحدثتها في نفوس العرب والمسلمين اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على حرمة المسجد الأقصى والقدس الشريف.
وشدد رئيس الدبلوماسية المغربية على أن هذا التصعيد غير المسبوق لدولة الاحتلال على الأماكن المقدسة في فلسطين يأتي على خلفية تعبيد الطريق لتقسيم الحرم القدسي، زمانيًا ومكانيًا؛ وهو مشروع "إسرائيل" الذي تسعى إليه منذ مدة ولا يزال قائما لحتى اليوم.
وجدد صلاح الدين مزوار دعوة المغرب المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن إلى حماية حرمة المسجد الأقصى ووضع حد للعدوان الإسرائيلي عليه، وعدم تكراره، والحفاظ على الوضع القانوني للقدس وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، واعتبر القدس باقية في صلب الصراع العربي الإسرائيلي وتشكل مرتكزًا أساسيًا للقضية الفلسطينية، وخصوصيتها الدينية والروحية، تجعل منها مركز اهتمام أكبر لدول العالم العربي والإسلامي بأسره؛ وهو ما يجعلها جوهر أي إطار جديد مفترض لمفاوضات الحل النهائي والعادل الذي لن يستقيم إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.