الناظور- كمال لمريني
أكد رئيس مجلس الشرق، عبدالنبي بعيوي، بحث إمكانية وضع مخطط لتحصين المواطنين وممتلكاتهم من مخاطر الكوارث الطبيعية، التي أصبحت تهدد أمن المواطنين إثر التحولات المناخية، التي استفحلت وبدت تتجلى في الزلازل.
ويأتي هذا المخطط، بعد أن اجتمع رئيس مجلس الشرق بعامل عمالة إقليم الناظور، مصطفى العطار، بحضور رئيس المجلس الإقليمي في الناظور، سعيد الرحموني، ورئيس المجلس البلدي في الناظور، سليمان حوليش، والنائب البرلماني عن دائرة تاوريرت، خالد السبيع.
وأكد بعيوي أن الاجتماع تم من خلاله بحث سبيل الكوراث الطبيعية، على ضوء الهزات الأرضية التي عرفها الإقليم، في اليومين الأخيرين، كما كشف أن مجلس الشرق يهدف إلى تشكيل خلية جهوية تلعب دورًا استباقيًّا في مواجهة الكوارث التي تهدد الجهة، بالتتبع والتنسيق مع السلطات في الجهة ومختلف الأقاليم.
وبيَّن أن تدبير المخاطر ومواجهة الكوارث الطبيعية أضحى تحديًا كبيرًا بالنسبة إلى البلاد وعنصرًا أساسيًا في السياسات العمومية، ويستدعي وضع خطط للمواجهة ونهج مقاربات تشاركية وإدراج الوقاية من المخاطر، ضمن السياسات واستراتجيات التنمية، مع تعبئة جميع الوسائل والإمكانات المادية والبشرية للتقليل من الأضرار والخسائر الناتجة عنها.
وأبرز النائب الأول لرئيس جهة الشرق، خالد السبيع، أن المجلس واعٍ بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه في تتبع كل صغيرة وكبيرة تهم المواطنين في الجهة، وأن الهزات الأرضية التي تم تسجيلها اليومين الماضيين في إقليم الناظور خلقت نوعًا من الهلع والفزع في نفوس المواطنين، واستنفرت مجلس جهة الشرق، الذي سيعمل وبشراكة مع مختلف المصالح المعنية وعلى رأسها وزارة الداخلية، على بلورة مخطط جهوي استباقي فعّال لتدبير الكوارث الطبيعية.
واستيقظ سكان إقليم الناظور، صباح الاثنين الماضي، على هزة أرضية قوية، ضربت عمق سواحل الناظور بـ6.3 ريختر، لم تسفر عن أيّة خسائر في الأرواح، بينما بلغ عدد الهزات الأرضية، التي ضربت الإقليم، أكثر من 40 هزة، بحسب المرصد الأوروبي للزلازل.
وأعادت الهزة الأرضية إلى أذهان أهالي منطقة الريف الأحداث المأسوية التي عرفتها مدينة الحسيمة العام 2004، حيث أدى زلزال قوي بلغ 6.3 درجات قرب المنطقة إلى مقتل 631 شخصًا.
وكشف الباحث في علم الزلازل، سعيد بدران، أن منطقة الحسيمة على موعد مع الزلزال كل 10 أعوام، وهو زلزال تختلف قوته ومكان ضرباته، مشيرًا إلى أن الموقع الجغرافي لمنطقة الناظور والحسيمة يوجد على مفترق بين اثنين من الشقوق الزلزالية الرئيسية.
واعتبر بدران أن الهزات الأرضية التي شهدتها منطقة الحسيمة والناظور تبقى أقل قوة عن الهزة الأرضية التي سجلت في منطقة الحسيمة العام 2004 وأودت بحياة أكثر من 628 شخصًا، وإصابة 926 بجروح بالغة، وأكثر من 15230 آخرين من دون مأوى، إذ ضربت الهزة بالقرب من المناطق الآهلة بالسكان.
واهتزت مدينة الحسيمة مرات عدة، كان أبرزها العامين 1910 و1927، لكن الهزة الأرضية العام 2004 تعتبر الأعنف في تاريخ المغرب بعد زلزال 1960 الذي شهدته مدينة أغادير.