صنعاء - عبد الغني يحيى
قدَم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، صورة قاتمة عن الأوضاع في البلد إلى مجلس الأمن، معترفًا بأنه غير قادر على الدعوة لجولة أخرى من محادثات السلام بسبب الخلاف الشديد بين الطرفين المتحاربين. وأوضح "لا تزال توجد انقسامات عميقة تمنعني من الدعوة إلى الجولة التالية من المحادثات".
وأضاف ولد الشيخ أحمد، الأربعاء، "للأسف لم أتلق ضمانات كافية بأنه سيتم احترام وقف جديد للعمليات القتالية إذا دعوت إلى جولة جديدة". بيد أنه جدد الدعوة إلى "التزام جديد بوقف الأعمال العدائية يقود إلى وقف دائم لإطلاق النار"، معتبرا أن "ما من حل عسكري لهذا النزاع".
وأوضح أن "الأطراف منقسمون حول مسألة معرفة ما إذا كان عقد جولة جديدة من المفاوضات سيترافق مع وقف جديد للأعمال العدائية أم لا". ومضى يقول "عانى اليمن كثيرا وقاوم شعبه مأساة يعجز اللسان عن وصفها". وأردف قائلا: "لقد دمرت البنية التحتية في البلاد.. وتفرق شمل أسر وتمزق النسيج الاجتماعي. هذه مرحلة حرجة وبالغة الصعوبة. مع كل يوم يمر يفقد المزيد والمزيد من اليمنيين أرواحهم."
ودعا المبعوث الدولي مجلس الأمن الأربعاء للمساعدة في الضغط من أجل عودة الطرفين للالتزام بوقف العمليات القتالية بما يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار. وخلال الجولة الأولى من المفاوضات في جنيف في كانون الأول/ ديسمبر اتفق الطرفان على إطار عمل عريض لإنهاء الحرب لكن هدنة مؤقتة لمدة أسبوع انتهكت على نطاق واسع. وكان من المنتظر عقد جولة ثانية من المحادثات في 14 كانون الثاني/ يناير لكنها أرجئت لأجل غير مسمى ميدانيًا، قصفت طائرات التحالف العربي معسكر النهدين القريب من القصر الرئاسي في العاصمة اليمنية صنعاء، الثلاثاء، حسبما أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية". وفي وقت لاحق أفادت الأنباء بوقوع مواجهات عنيفة في نهم شرقي صنعاء، وقصفت القوات الموالية للشرعية بالمدفعية وصواريخ كاتيوشا مواقع المتمردين في نقيل بن غيلان في نهم
. كما استهدفت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية، مواقع لميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، في جبل المرحة في محافظة عمران، شمالي اليمن. ولا تزال المناطق الشمالية من اليمن، ومن بينها العاصمة صنعاء، تحت سيطرة الحوثيين وحلفائهم من قوات صالح، منذ انقلابهم على السلطة الشرعية في سبتمبر من عام 2014.
وفي البيضاء التي تقع وسط البلاد، قصفت الطائرات مواقع للمتمردين في مديرية ذي ناعم. وفي سياق آخر، سرّب ناشطون على شبكة الإنترنت معلومات جديدة تخص جماعة الحوثيين ذات أهمية عالية كونها تكشف مواقع منازل قيادات وأنصار الجماعة الانقلابية في صنعاء، وبحسب المعلومات الجديدة فإنها تضم قائمة بعدد 1919 لمنازل وشخصيات موالية لجماعة الحوثيين في العاصمة صنعاء وأطرافها، وتحتوي المعلومات المسربة على معلومات مهمة عن أتباعهم والأعمال التي يمارسونها وأماكن عملهم وعدد أفراد أسرهم ونقاط الضعف والقوة لديهم والأشخاص الذين تربطهم علاقات بهم.
وتضمنت المعلومات ملاحظات مهمة عن تلك الشخصيات ودورها في جماعة الحوثيين، ومدى نشاطها في الجماعة، وتصنيف مثل "يعتمد عليه أو لا يعتمد عليه"، والمستوى التعليمي للفرد ومكان الإقامة ومعلومات عسكرية عن المنزل مثل عدد الأدوار وهل يمتلك بدروم أم لا ونوع السقف (مسلح أم لا)، وهل يمتلك حوش وجهة المدخل للمنزل وهل لديه خزان أرضي أم لا. المعلومات لم تقف عند هذا الحد بل تحدثت عن الكثير من الأمور الهامة والمتعلقة بأنصار الجماعة فوصفت الكثيرين بالمجاهدين أو لديهم أولاد مقاتلين أو قتلي، ومتى قتلو، والحالة المادية والمشكلات الأسرية والقبائل التي يرتبط بها، أو لديه عداوات معها، وتحدثت عن امتلاك بعض أنصارها للسلاح. وكشفت المعلومات عن عدد كبير من الموالين الذين يعملون في جهات حساسة مثل وزارة الداخلية والأمن والشرطة والبحث الجنائي وقوات الاحتياط والأمن السياسي والاستخبارات العسكرية والاتصالات ويملك هاتفًا وضباط في صفوف الجيش ووزارات حكومية ورئاسة الجمهورية والقضاء وأماكن سيادية أخرى بالإضافة إلى الذين يعملون مع الجماعة بشكل مباشر ومتفرغين لعملهم معها.