واشنطن - رولا عيسى
أحيا تيد كروز الأمل من جديد في إجبار دونالد ترامب على الذهاب إلى مؤتمر الحزب التنافسي الثلاثاء الماضي، بعدما استطاع التغلب على المرشح الجمهوري الأوفر حظًا في الانتخابات التمهيدية في ولاية ويسكونسن Wisconsin، في إشارة إلى إنحسار التأييد الذي يحظى به ترامب.
وحقق سيناتور تكساس فوزًا مهما بفارق كبير كان واضحًا بنسبة 48,3% مقابل 35,1 % لصالح ترامب حسبما أظهرته الأسوشيتد برس، بعد نصف ساعة من غلق باب الاقتراع في الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي. وتشير التقديرات إلى حصد كروز على الأقل 33 مندوبًا من 42 بما يقلص عدد المندوبين الذين حصدهم ترامب.
وذكر كروز في خطاب النصر أن تلك الليلة تمثل نقطة تحول في الإنتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، مرددًا ما قاله جون كينيدي من أن ويسكونسن هي الشعلة التي ترشد الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية في المستقبل. وأعرب عن تطلعه للمنافسة في تموز / يوليو المقبل، مع التعهد بحصد 1,237 مندوبًا سواء قبل الذهاب إلى كليفلاند Cleveland أو خلال تجمع كليفلاند.
وتعثرت هيلاري كلينتون في طريقها إلى البيت الأبيض بعدما خسرت أمام بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي بنسبة 43,1% مقابل 56,5 % لصالح ساندرز. ومع تحقيقه الفوز السادس على التوالي فقد ظهر تمتعه بالتأييد وسط الناخبين الذين يبحثون عن تغييرًا جذريا.
ومع 99,8% من النتائج فقد حقق ساندرز الفوز بفارق 13 نقطة. ومع ذلك فإن نظام الديمقراطيين النسبي في تخصيص 86 من مندوبيها المتعهدين سيحد من تأثير فوزه في السباق الوطني، فقد هيمنت كلينتون على الصدارة بواقع 263 مندوبًا في بداية الليل.
ودعا السيناتور النشيط في خطاب النصر وسط الصيحات المؤيدة من الحشد الذي تجمع في لارامي Laramie في ولاية وايومنغ Wyoming إلى تجاهل ما يتم تداوله في وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن الحقيقة واضحة أنهم في طريقهم نحو البيت الأبيض. وتطرق ساندرز إلى الحديث للمرة الأولى خلال حملته الانتخابية عن وثائق بنما، وكيف تجنب الأثرياء والشركات الكبيرة دفع نصيبها العادل من الضرائب. وذكر إمكانية سد الفجوة في المندوبين خلال سباق الترشح عبر إقناع كبار مندوبي الحزب الديمقراطي – النخب داخل الحزب الذين يدعم الغالبية العظمي منهم كلينتون - لتغيير فكرهم. ولكن ذلك أثار حفيظة مدير حملة كلينتون روبي موك، فقد شدد علي ضرورة عدم محاولة المراوغة في العملية الانتخابية والحديث عن مؤيدي كلينتون الذين يقارب عددههم 9 ملايين شخص ( ولا يزال العد مستمرًا ).
وجاءت الانتصارات متماشية مع استطلاعات الرأي الأخيرة في ولاية ويسكونسن، لكن فوز كروز - التاسع له في سباق الترشح لعام 2016 - يأتي في وقتٍ حاسم بالنسبة للحزب الجمهوري على وجه الخصوص. فقد خسر ترامب الصدارة في بعض استطلاعات الرأي الوطنية، ويواجه طريقًا صعبًا لتأمين 1,237 مندوبًا من أجل الفوز بالترشح الصريح. ومع ذلك، فإنه لا يزال متقدمًا بفارق جيد عن كروز.
وتراجعت بشدة شعبية إمبراطور العقارات بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها أخيرًا بشأن ضرورة معاقبة النساء لقيامهن بعمليات إجهاض، إلى جانب سلسلة من التصريحات المثيرة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وحديثه عن انتشار الأسلحة النووية بشكل لا محالة.
وواجه ترامب أيضًا متاعب في الإسبوع الذي سبق الانتخابات التمهيدية، في أعقاب القبض على مدير حملة ترامب لتعديه علي مراسل. لتأتي الخسارة في ولاية ويسكونسن بعد خسائر مماثلة في ولايات إيوا Iowa ومينيسوتا Minnesota. أما فوز كروز في الانتخابات التمهيدية الرئاسية فقد جاء نتيجةً للدعم الذي حصل عليه من أغلب هيئات السلطة في الولاية، وذلك في محاولة أخيرة لوقف تقدم ترامب.
ولم ينجح النهج الذي اتبعه ترامب في مهاجمة سكوت ووكر حاكم ولاية ويسكونسن، وحديثه عن خروجه من السباق الرئاسي من قبل وعدم زيادته الضرائب، إلا أنه لا يزال يمتلك ورقة رابحة خلال السباق الانتخابي فالمناطق الريفية والكاثوليكية في شمال وغرب الولايات المتحدة. في حين يتمتع كروز بتأييد قوي في مقاطعات مثل واوكيشا Waukesha و أوزاوكي Ozaukee إضافةً إلي واشنطن التي كانت حاسمة في نجاح ووكر الانتخابي وتقدم ميت رومني على ريك سانت سانتوروم في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للولايات المتحدة التي أقيمت عام 2012.
ويتجه الجمهوريين خلال شهر نيسان / أبريل للتصويت في الولايات التي يوجد بها أنصار ترامب مثل نيويورك في 19 من الشهر فضلًا عن كونيتيكت Connecticut وديلاوير Delaware وميريلاند Maryland وبنسلفانيا Pennsylvania إضافةً إلى رود أيلاند Rhode Island. إلا أنه ومع ذلك يبقي السباق الجمهوري غير مؤكد.