واشنطن - رولا عيسى
أعلن متخصص في وسائل الإتصال الحديثة أن عدد حسابات المُستخدمين الذين فارقوا الحياة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" سيفوق عدد نظرائهم من المُستخدمين الأحياء قبل نهاية القرن الجاري. وبذلك، فإن الموقع الاجتماعي الذي يضم 1,5 بليون مُستخدم من كافة أنحاء العالم سيتحول إلى مقبرة افتراضية هي الأكبر في العالم بحلول عام 2098 في ظل رفض الموقع إجراء حذف تلقائي لهؤلاء المُستخدمين الذين فارقوا الحياة والاتجاه بدلًا من ذلك إلى تخليد ذكراهم.
وذكر طالب الدكتوراه في الإحصاء في جامعة "ماساتشوستس" هاشم صادقي، أنه التوصل إلى ذلك الرقم على افتراض بأن النمو في عدد مستخدمي "فيسبوك" سيبدأ في التراجع عن قريب. مشيرًا إلى أنه في الولايات المتحدة الأميركية، يوجد 70 بالمائة من السكان البالغين أنشأوا حسابات لهم، بينما يرتفع ذلك العدد في بريطانيا عن النصف.
وتصوَر صادقي أيضاً بأن موقع "فيسبوك" سيحتفظ بسياسته الحالية في كيفية التعامل مع المستخدمين ممن أصبحوا في عداد الموتى. حيث لا يتم في الوقت الراهن حذف حساب المستخدم الذي يفارق الحياة، وإنما يتم تحويله إلى نسخة لإحياء الذكرى. وتكمن الطريقة الوحيدة لحذف الحساب في حال كان هناك شخص آخر يمتلك كلمة المرور، بحيث يتمكن من غلق الحساب نهائياً. ولكن بالنظر إلى عدم إشهار الجميع لكلمة المرور الخاصة بهم، فإنه من المرجح بقاء الحساب يعمل لفترة طويلة بعد موت مستخدمه.
وكشفت شركة لتخطيط الإرث على الإنترنت تسمى the Digital Beyond أن 970 ألف مستخدم سيفارقون الحياة هذا العام وحده من مختلف أنحاء العالم، وذلك مقارنةً بعام 2010 الذي بلغ فيه عدد المستخدمين الموتى 385,968 في الوقت الذي بلغ فيه العدد عام 2012 نحو 580 ألف مستخدم.
ويواجه موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" انتقادات حادة على خلفية سياسته المتبعة بشأن المستخدمين الموتى، في الوقت الذي تريد فيه بعض العائلات إحكام الرقابة أكثر على كيفية تذكر أحبائهم على الإنترنت. حيث لا تزال بعض الحسابات للمستخدمين تظهر في التنبيهات مع حلول أعياد ميلادهم على الرغم من رحيلهم.
وحاولت إدارة موقع "فيسبوك" إيجاد حل للمشكلة عبر الطلب من المستخدمين تعيين "جهة الاتصال الوريثة " أو الذي يرث إدارة الحساب بعد وفاة المستخدم. وبإمكان ذلك الوريث للحساب إدارة صفحة المستخدم الذي فارق الحياة عبر كتابة منشور أخير وحتى الموافقة على طلبات الصداقة الجديدة. كما يمكن لذلك الوريث أيضًا تحديث صورة الحساب إلى شيء آخر أكثر ملائمة في أعقاب رحيله. فيما رفضت إدارة موقع "فيسبوك" التصريح بشأن توقعاته الخاصة بارتفاع عدد حسابات المستخدمين الموتى عن نظرائهم الأحياء.