الرباط ـ وسيم الجندي
تخطى التنسيق الأمني بين السلطات الفرنسية ونظيرتها المغربية "عوائق سابقة"؛ حيث أفادت مصادر رسمية في الرباط بأن وزير الداخلية المغربي محمد حصاد اجتمع مع نظيره الفرنسي بيرنار كازنوف في باريس، بحضور مسؤولين في أجهزة الاستخبارات المغربية، أبرزهم عبداللطيف الحموشي المسؤول الأول عن جهاز حماية التراب الوطني وإدارة الأمن.
ولفتت مصادر مأذونة إلى أنها المرة الأولى التي يزور فيها الحموشي باريس، بعد استدعائه من قبل القضاء الفرنسي للاستماع إلى شهادته في قضية تعذيب، ما أدى في حينه إلى أزمة في العلاقات بين البلدين.
وأتى الاجتماع الأمني الفرنسي– المغربي، بعد قرار ملك المغرب محمد السادس والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الارتقاء بمجالات التنسيق والتعاون في الحرب على التطرف، وأبدى هولاند امتنانه للمساعدة المغربية، في درء هجمات متطرفة بعد الاعتداءات الأخيرة في باريس.
وذكرت المصادر أن الوزيرين حصاد وكازنوف اتفقا على آليات للتعاون الأمني، لاسيما على مستوى تبادل المعلومات وإنجاز تحقيقات مشتركة، لمواجهة التحديات الأمنية والتهديدات المتطرفة.
وشارك في الاجتماع إلى جانب كبار مسؤولي الاستخبارات المغربية كل من باتريك كالفار المدير العام للأمن الداخلي الفرنسي، وبرنار باجولي المسؤول الأول عن الأمن الخارجي في فرنسا.
وأشارت المصادر إلى معلومات "ثمينة" قدمتها الاستخبارات المغربية لنظيرتها الفرنسية أفسحت في المجال أمام إحباط مخططات متطرفة كان يتم الإعداد لها، في إشارة إلى المعلومات المرتبطة بالبلجيكي من أصل مغربي عبدالسلام صلاح الذي نجح في الإفلات من قبضة الأمن الفرنسي، بعد تنفيذ هجمات 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، والتي أفادت بأنه عبر الأراضي البلجيكية إلى فرنسا ليعود إلى بلجيكا بعد انتهاء العملية.