كانبرا - ريتا مهنا
استطاعت فتاة أسترالية من أصول لبنانية خداع صديقها بحيلة ماهرة لمنعه من السفر إلى سورية والانضمام إلى تنظيم "داعش" المتطرف، وذلك بعد أن تتبعت هاتفه المحمول والأماكن التي يذهب إليها.
ونشرت الفتاة وتدعى "ثريا"، مشاركة عبر موقع "فيسبوك"، شرحت خلالها كيف تمكنت من إثناء صديقها "عابد" عن السفر إلى سورية؛ إذ تحدثت إليه بلهجة مزيفة كوكيل إحدى شركات السياحة وأخبرته بإلغاء رحلته.
وروت ثريا، التي تعمل معلمة، خلال مقابلة مع جريدة "ذا ويك إيند أستراليان"، كيف أنها وجدت تذاكر الطيران الخاصة بعابد والمتجهة إلى سورية، فتجسَّست عليه من خلال قراءة رسائل هاتفه ومعرفة الأماكن التي يذهب إليها، فعرفت أنه سقط في مخالب التنظيم المتطرف بعد لقاء مع أحد المجندين في مسجد الإمام أحمد، حيث دعاه الرجل بـ"الشقيق" وقدمه إلى باقي زملائه، وأصبح عابد الذي لم يكن متدينًّا أكثر إلمامًا بالدين كلما تقدم في العمر.
وأثار مسجد الإمام أحمد غضب المتطرفين عندما عقد مزادًا على علم إسلامي العام 2014 لجمع التبرعات، وذكرت ثريا: إنهم يفعلون ذلك من أجل الحب، ولكن المتطرفين يقتلون من أجل حب الله، وأستطيع أن أشكِّك في هذا، ويمكنني سحب عابد وتقبيله وإخباره بأن يحبني أكثر بدلًا من أن يحب قتل أشخاص آخرين.
وتعتقد ثريا أن المشكلة بدأت عندما فسَّر عابد مفهوم الجهاد في القرآن على أنه يعني الحرب المقدسة، مضيفة: أقسم أنهم أخبروه بأن الله سيحبك إن فعلت كذا وكذا، وأن الله سيحبك أكثر ويدخلك الجنة وأنك واحد منا، وإذا لم يصدقهم فإنم يهددون بقتله.
وتأكدت الفتاة من كون عابد مازال متصلاً بعائلته وأصدقائه والآخرين في المجتمع، وأضافت: كان عليّ أن أكون ذكية وأبقى يقظة طوال الوقت حتى أنني تخليت عن حياتي من أجل حمايته.
وأوضح القائم بأعمال مفوض شرطة نيو ساوث ويلز، كاثرين بيرن، والتي تشرف على عمل قوات مكافحة التطرف: الأسر والأصدقاء في مقدمة ووسط هذا الصدد، إنهم أول من يلاحظ تغير مواقف الأشخاص وعاداتهم، وإذا حدث ذلك فلدينا فرصة لسحب الشخص الضعيف من حافة التطرف.
وكانت ثريا تشارك عابد في حياته لكنها الآن لم تعد كذلك، وأوضحت أنها مقتنعة بفعل الشيء الصحيح.
وأصدرت جريدة "ديلي تليغراف" في الوقت ذاته قائمة تضم أسماء المتطرفين الأستراليين التابعين لـ"داعش" في سورية والعراق في أبريل/نيسان الماضي، ويأتي المقاتلون الأكثر شهرة من نيو ساوث ويلز بإجمالي 60 شخصًا، وقتل منهم 19 مقاتلاً.