الدار البيضاء ـ جميلة عمر
شهدت مدينة كلميم مند الجمعة غضب سكان المدينة بسبب وفاة أحد أبنائها المعطلين الذي وافته المنية وهو في حالة اعتقال، وليس لكونه ارتكب فعل إجرامي، ولكنه خرج من بيته طالبًا الدولة أن تمنحه وظيفة بعدما نال شواهد جامعية تخول له الاشتغال.
وحسب مصدرنا من مدينة كلميم ، فالمتوفى " ابراهيم صيكا" الذي ينحدر من إقليم كلميم، دخل قيد حياته في اضراب عن الطعام لمدة 15 يومًا احتجاجًا على ظروف اعتقاله بالسجن المحلي لبيوزكرن، إذ تم اعتقاله حسب نفس المصدر يوم فاتح نيسان/أبريل الجاري، بالقرب من منزله بشارع المختار السوسي بحي النوادر، وهو في طريقه للوقفة الإحتجاجية التي كان يعتزم تنظيمها التنسيق الميداني للمعطلين حاملي الشواهد الجامعية في كلميم الذي هو عضو فيه.
ووجهت إليه المحكمة الإبتدائية في كلميم تهمة "إهانة مؤسسات منظمة، وإهانة موظفين عموميين أثناء مزاولة مهامهم، وممارسة العنف ضد موظف عمومي خلال قيامه بعمله"،
وبمجرد ما أحيل السجن دخل إبراهيل في اضرام عن الطعام ورفض أن يشرب حتى الماء والسكر ، و اضطرت المحكمة إلى تأجيل النظر في القضية ثلاث مرات نظرا لتدهور حالته الصحية، ولمنح مهلة للدفاع الذي يتكون من عدد من المحامين حضروا لمؤازرته في القضية.
و أمام تدهور حالته الصحية، استدعي نقله ثلاث مرات صوب المستشفى الاقليمي في كلميم، ليصاب يوم الأربعاء 06 الماضي بإغماء، ونقل بعدها مجددًا، على وجه السرعة نحو المستشفى الجهوي لاكادير حيث كان يرقد في غرفة العناية المركزة إلى أن وافته المنية، الجمعة.
ومجرد سماع خبر وفاته خرجت مسيرات احتجاجية في كلميم، مطالبة بكشف حقيقة وفاة المعطل
وحضر إلى مستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني بأكادير كل من والدة الهالك وأخته وممثلون عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وتنسيقية أكادير الكبير التي تضم عددا من الهيئات النقابية والحزبية والجمعوية وعدد من المعطلين وأصدقاء الراحل، لتسود أجواء من الاحتقان داخل المستشفى.
وطالبت الأم السلطات الأمنية منحها تقرير التشريح الطبي الذي سيوضح سبب وفاة ابنها، وهو الطلب الذي لقي الرفض بذريعة أن نتائجه سيتم الإعلان عنها بعد مرور أربعة أيام، وقد حاولت السلطات الأمنية إرغام الحاضرين على مغادرة القاعة، غير أن تمسكهم بضرورة حصولهم على التقرير جعلهم يرابدون في المستشفى، رافعين شعارات طالبوا من خلالها كشف حقيقة وفاة المعطل "صيكا".
وبالموازاة مع الغليان الذي شهده مستودع الأموات بأكادير، خرجت مسيرة في مدينة كلميم شارك فيها أعضاء التنسيق الميداني للمعطلين وفعاليات حقوقية بالمدينة، ورفعوا خلالها شعارات تطالب الجهات الأمنية بفتح تحقيق لتحديد الأسباب الحقيقية لوفاة “صيكا”. وقد جابت المسيرة شوارع المدينة، وتوقفت للحظات أمام مقر ولاية الأمن في المدينة، وانتهى بها المطاف أمام منزل المتوفى.