الدار البيضاء_ سناء بنصالح
مع اقتراب الاستحقاقات المتعلقة بانتخاب أعضاء المقاطعات والجماعات والجهات التي تعتبر الأولى بعد دستور 2011، اشتدت حمى الانتخابات بين وزراء سابقين وسياسيين بارزين في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء التي تضم أكثر من أربعة ملايين نسمة.
وتشكل الدار البيضاء محكًا حقيقيًا للمتنافسين خاصة وأن الملك محمد السادس كان قد انتقد التدبير السيئ لعدد من المرافق العمومية بها.
وخرجت أسماء بارزة الأسبوع الجاري في مسيرات في جميع شوارع الدار البيضاء من أجل حث المواطنين على التصويت لصالحها، من قبل وزيرة الصحة سابقًا ياسمينة بادو وزير التجهيز والنقل كريم غلاب ورئيس مجلس النواب السابق، وكيلين عن لائحة حزب "الاستقلال"، والأمين العام للحزب "الاشتراكي الموحد" نبيلة منيب ، كوكيلة اللائحة باسم فدرالية اليسار الديمقراطي، ثم الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة" مصطفى الباكوري، والأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري وعمدة الدار البيضاء محمد ساجد.
وتشهد الدار البيضاء الأيام الجارية تنافسًا قويًا بين الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني المرشح باسم حزب العدالة والتنمية عبد العزيز العماري، ووزير الشباب والرياضة الأسبق وكيل اللائحة باسم حزب التجمع الوطني للأحرار منصف بلخياط، تم الصحافي اللامع، عضو المكتب السياسي لحزب "الاتحاد الاشتراكي" للقوات الشعبية عبد الحميد اجماهري.
ويتنافس 12 وزيرًا في حكومة بنكيران في الانتخابات الجماعية والبرلمانية المقبلة، حيث تصدر حزب "العدالة والتنمية" قائمة أحزاب الأغلبية بخمسة وزراء، ثم حزب "التجمع الوطني للأحرار" الذي رشح ثلاثة وزراء، وهو نفس عدد الوزراء الذين رشحهم حزب "الحركة الشعبية"، فيما ترشح وزير واحد عن حزب "التقدم والاشتراكية".
التنافس بين صقور الحكومة أسفر عن عدد من التطاحنات والمواجهات العنيفة استعملت فيها الأسلحة البيضاء والحجارة من جهة بين نشطاء من حزب "الحركة الشعبية" وآخرين من "التقدم والاشتراكية"، وبين مناضلي حزب "الأصالة والمعاصرة" ومأجوري الانتخابات من جهة أخرى.
وفيما لجأت بعض الأحزاب إلى استعمال المال لاستمالة المرشحين، واستغل بعضها وضعه الاعتباري للتأثير على عقلية البيضاويين، لجأت أحزاب أخرى إلى الإقناع بطرح أفكار وبرامج يرى البيضاويون أنها تتكرر في كل مناسبة انتخابية فيما يظل الوضع كما هو عليه.