الدار البيضاء - جميلة عمر
أثارت التصريحات الأخيرة لعبد الكريم الشادلي، أحد معتقلي السلفية الجهادية وقياديي حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية حول مسؤولية رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران عن تعذيب السلفيين، جدلا في صفوف قادة وشيوخ المعتقلين
واعتبر عبد الوهاب رفيقي، المعتقل السابق في ملف السلفية الجهادية أن تصريحات الشادلي تصريحات مستفزة ولا تخدم قضية المعتقلين في شيئ، وقال أبو حفص أن الشادلي لا يمثل سوى نفسه بتلك التصريحات، ومن ناحية أخرى، يضيف المصرح أن من يسعى إلى تحقيق الإجماع حول قضية عادلة، يجب أن يسعى إلى الوئام وتحقيق الإجماع، وهو ما لا يمكن أن يتحقق في ظل هذه التصريحات المستفزة
وأضاف أبو حفص أن التيارات اليسارية، التي تشتغل وتنشط في المجال الحقوقي يعتبر وجودها والتنسيق معها ضروري لحل هذا الملف المعقد، وهو الأمر نفسه، الذي ينطبق على إسلاميي العدالة والتنمية، الذين يمسكون بزمام السلطة، ويتولون قيادة الحكومة، وهو ما يجعلهما تياران أساسيان في تحقيق أي مصالحة، ومطالب يطالب بها المعتقلون السابقون، لذلك فإن تصريحات الشادلي لا تخدم هذا الهدف، بل بإمكانها أن تبعد الكثيرين عن هذا الملف.
و أضاف أبو حفص أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ووزير العدل والحريات، مصطفى الرميد كانت نيتهما صادقة لحل هذا الملف، وبدلا جهدا واسعا لحله، مستبعدا أن يكونا وراء تعذيب السلفيين، أو الانتهاكات التي قد تقع.
من جهة أخرى ، أكد محمد الفزازي أحد المعتقلين السابقين أنه طوال المدة، التي قضاها في السجن لم يتعرض للتعذيب، ولم يعتدي عليه أحد بالضرب، مضيفًا أنه على الذين تعرضوا للتعذيب أن يدلوا بما يؤكد ويثبت ذلك، مبرزا أن الشادلي حر في تصريحاته ومسؤول عنها، لكنها لا تمثله.
وحول تعامل حزب العدالة والتنمية مع قضية معتقلي السلفية الجهادية، قال الفزازي ،أن الملف أكبر من يحله حزب العدالة والتنمية لوحده، مبرزا أن هذا الأخير كان يتعامل مع الملف بحسب السياقات والظروف السياسية.
من جهته، قال حسن الكتاني، أحد شيوخ السلفية ومعتقل سابق، أن بنكيران ليست له سيطرة على السجون ولا يتحكم فيها، مضيفا أن وزير العدل والحريات مصطفى الرميد أبلغهم أكثر من مرة أن السجون ليست تحت سيطرة الحكومة من الناحية الواقعية