الدار البيضاء ـ جميلة عمر
قرر عدد من اللاجئين السوريين، العودة إلى المغرب، بعد ما تمكنوا اجتياز الحواجز والأسلاك الموضوعة بين المغرب وإسبانيا، وذلك عبر بني أنصار الحدودي.
وحسب مصدر أمني، أنّ حوالي 20 لاجئًا سوريًا، من بينهم ستة أطفال، وثلاث نساء، حاولوا الثلاثاء المُنقضي، العودة صوب الجانب المغربي عبر معبر بني أنصار، إلا أنه تم منعهم، ما دفعهم إلى افتراش الأرض هناك طوال اليوم، كنوع من الاحتجاج على قرار المنع، مُتسائلين كيف يمكن منعهم من الولوج إلى بلد عربي شقيق مثل المغرب، لتتم في النهاية عملية إرجاعهم إلى مركز إيواء اللاجئين في المدينة، الذي تحول بشهادة مجموعة من المنظمات غير الحكومية إلى شبه سجن يتكدس فيه المهاجرون واللاجئون معًا، كما أنه تم تسجيل، الجمعة المُنصرمة، توجه عشرة لاجئين سوريين صوب معبر بني أنصار الحدودي للعودة إلى مدينة الناظور، غير أنّ محاولتهم باءت بالفشل.
وفي إتصال هاتفي بأحد اللاجئين السوريين، أكد إلى "المغرب اليوم" أنّ اللاجئين تأكدوا أنّ العيش في الأراضي المغربية أحسن بكثير، وتتميز بكل ما هو إنساني، ويحظى اللاجئ بكل حقوقه القانونية والإنسانية، في حين بعد وصوله، إلى مليلية تم وضعهم في مراكز الإيواء، وهي أماكن تعرف الازدحام والاكتظاظ، كما عوملوا معاملة جد سيئة، فتولد لديهم رغبة جامحة في الانعتاق منها، ورغبة بعض اللاجئين، الذين تركوا أطفالهم أو أزواجهم في بني أنصار والناظور، بالالتقاء بهم من جديد، بعد أن تبين لهم أنه من الصعب الالتحاق بباقي أفراد الأسرة.
وأضاف نفس المصدر إلى "المغرب اليوم" أنّ معظم السوريين المتواجدين في مليلية والراغبين في العودة إلى المغرب دفعوا أموال كثيرة إلى شبكة التهريب مقابل ولوجهم أوروبا.
وأردف المصدر، قائلًا أنّ "الحكومة الإسبانية لا تنوي السماح إلى هؤلاء المهاجرين بالدخول إلى الجزيرة الإيبيرية، وبالتالي لا مفر لديهم غير العودة إلى المغرب، علاوةً على انتشار خبر بينهم، مُفاداه أنّ ألمانيا ستطرح مشروع تسوية وضعية اللاجئين السوريين بُناءً على "اتفاقية دبلن" الرامية إلى أخد بصمات أي طالب لجوء في أول دولة يدخلها، من الدول الموقعة على الإتفاقية، وتدرج في قاعدة البيانات المشتركة، وبالتالي يمكن تحديد ما إن كان صاحبها تقدم بطلب لجوء في دولة أوربية أخرى غير التي يوجد فيها أم لا، وفي حالة قيامه بذلك، ستعتبر الدولة الثانية غير مختصة بطلب لجوئه، ويُعاد إلى الدولة الأولى التي بصم فيها، ما يعني أنّ طلب اللجوء في مليلية المحتلة قد يبقيهم فيها لأعوام، علمًا بأنّ هدفهم الرئيسي هو الوصول إلى الدول الأوربية المتقدمة.