الرياض - سعيد الغامدي
وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز،الأربعاء، إلى منى للإشراف المباشر على راحة حجاج بيت الله الحرام، وما يقدم إليهم من خدمات وتسهيلات، ليؤدوا مناسكهم في يسر وسهولة وأمان، وليطمئن على مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة.
واستقبله في قصر منى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز.
وأكمل حوالي مليوني حاج ركن الحج الأعظم الوقوف على صعيد عرفات الأربعاء، من دون حوادث، ونفروا إلى مزدلفة حيث قضوا ليلتهم، وانطلقوا بعد الفجر إلى منى في أول أيام عيد الأضحى، إذ يرمون الخميس الجمرات.
وأعلن وزير الصحة السعودي خالد الفالح الأربعاء، أن الوضع الصحي للحجاج جيد، ولم تسجل أية حالة وبائية. وكشف أنه بناء على فتوى من المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، تم استبدال الإبل بغيرها من الأضاحي، لأن "هناك قتامة كاملة بأن الناقل الوحيد من الحيوان لفيروس كورونا هو الإبل". وذكرت السلطات السعودية أن عطلاً في النظام الآلي لإغلاق أبواب أحد قطارات المشاعر المقدسة تسبب في تجمع وازدحام أديا إلى تعرض أكثر من 204 حجاج للإغماء والإجهاد والإعياء.
وبيّن المفتي آل الشيخ في خطبة الأربعاء في مسجد نمرة قبل إمامته صلاتي الظهر والعصر قصراً وجمعاً أن المملكة العربية السعودية حريصة على وحدة الأمة الإسلامية. واتهم أعداء الإسلام بأنهم لا يريدون للأمة سوى الشر والتمزيق والتشتيت. وذكر أن السعودية هبت إلى نصرة اليمن بكل ما يمكن من قوة "من ظلم الظالمين وعدوان المعتدين". ووصف جماعة الحوثي بأنها "جماعة مجرمة آثمة ظالمة تحمل فكراً خبيثاً". وزاد أنها "جماعة منحرفة وخبيثة، مناوئة لأخلاق المسلمين مع ما يقومون به من نشر الفوضى في بلاد الإسلام، ليستغل ذلك أعداء الإسلام ويستغلوا ثروتهم وخيرهم ويهددوا أمن جوارهم".
وشن آل الشيخ هجوماً شديداً على التنظيمات المتطرفة، وأضاف "نبت بيننا من أبناء السوء من عرفوا بانحراف أخلاقهم وطيش عقولهم، شذوا عن جماعة المسلمين، وخرجوا عنهم، وكفروهم، واستباحوا دماءهم بالأعمال الانتحارية، فدمروا مساجد الآمنين، ونسبوا قولهم السيء ورأيهم الخبيث إلى الإسلام كذباً وزوراً، والله يعلم إنهم لكاذبون، يريدون بذلك تأخر الأمة لتكون أمة متخلفة". ودعا إلى التصدي لهذه الفئة الضالة وردها وبيان أخطائها، والتعاون لكشف خفاياها "لأن وجودها في المجتمع المسلم فيه ضرر عظيم.. تبث أفكاراً في عقول أبنائنا الصغار، وارتكبوا جرائم العدوان فيجب التصدي لهذا الفكر الخبيث".
ودعا المفتي العام للمملكة المسلمين إلى "الاتحاد على عقيدة الإسلام الثابتة". وناشد شباب الأمة الإسلامية المحافظة على مكانة الأمة ومقدراتها. وحذرهم من كيد "الفئة المجرمة الضالة المضللة"، الذين قال إنهم يقتلون الأبرياء، ويغتصبون النساء، وينتهكون الأعراض، وينهبون الأموال. وشدد على أن الإسلام لا يعترف باللون ولا باللغة. ووصف بأنه "دين عدل وإنصاف ونقاء وطهر ورحمة وسماحة".
وناشد آل الشيخ قادة الدول الإسلامية "أن يتقوا الله في أنفسهم، وأن يتحدوا ضد التحديات"، محذراً إياهم من أن "أعداءكم يخططون وينظمون وينفذون وأنتم في غفلة". وتابع "اعلموا أن كل خطر يحيق بأي بلد إسلامي فإنه خطر على الأمة جميعاً". وندد مفتي المملكة بما يشهد المسجد الأقصى من تدنيس وإيذاء للمصلين والتضييق عليهم. ودعا اللاجئين إلى الصبر والاحتساب.
وأكد آل الشيخ أن قادة المملكة العربية السعودية يتشرفون بخدمة الحرمين الشريفين والاعتناء بهما. وأشار إلى حرص المملكة على المحافظة على الهوية الإسلامية والعربية. وقال إنها تقوم بحل مشكلات الآخرين عندما تضيق بهم الأمور، وتحل المصائب، وتنافح عن قضايا الأمة والإسلام في المحافل الدولية.