طرابلس - فاطمة السعداوي
أعلن نائب حكومة الوفاق الوطني في ليبيا أحمد معتيق، موافقة 52 ميليشيًا مسلحًا على الاتفاق السياسي الذي وقعه الفرقاء الليبيون الأيام الماضية، في مدينة الصخيرات المغربية برعاية الأمم المتحدة، فيما تحتضن سلطنة عمان خلال الأيام المقبلة اللقاء الثاني بين رئيس البرلمان الشرعي في طبرق ورئيس برلمان الميليشيات.
وقال معيتيق ان 52 ميليشيا أعلنت موافقتهاعلى الاتفاق السياسي، مضيفًا أن الأمم المتحدة خاطبت بذلك، مشيرًا إلى وجود جهود كبيرة لتأمين مقر حكومة التوافق في طرابلس، داعيًا جميع الأطراف الليبية إلى التوحد ومحاربة تنظيم «داعش» المتطرف.
كشفت تقارير إعلامية أن سلطنة عمان ستستضيف في الأيام المقبلة اللقاء الثاني بين رئيس البرلمان الشرعي عقيلة صالح قويدر ورئيس برلمان الميليشيات نوري بوسهمين استكمالًا للحوار بينهما الذي بدأ الأسبوع الماضي في مالطا.
كما طالبت الأمم المتحدة بتوفير 47.4 مليون دولار أميركي لتقديم معونات غذائية لما أسمتهم بالفئات الأكثر فقرًا في ليبيا والبالغ عددهم 210 آلاف شخص. حيث أظهرت خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة الخاصة في ليبيا عن وجود 2.44 مليون شخص - بينهم 435 ألف نازح بحاجة إلى الحماية والمساعدات الإنسانية.
ولفت منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا، علي الزعتري الأربعاء، إلى قلق المنظمة جراء الوضع الإنساني «المتردي» في ليبيا إذا لم يتم تخصيص التمويل الكافي للاستجابة للمحتاجين. مضيفًا أن خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2016 غير ممولة حتى الآن.
وذكرت جريدة «لوفيغارو» الفرنسية الثلاثاء، إن فرنسا توصلت إلى قناعة بأنه لا مفر من التدخل لضرب تنظيم «داعش» المتطرف في سورية والعراق، وأورامه التي بدأت في الانتشار في ليبيا، مضيفة إن هذه القناعة أصبحت أكثر من راسخة في أذهان المخططين العسكريين الفرنسيين، على أن يكون التدخل في ظرف لا يتجاوز ستة أشهر.
وأكدت أن الطلعات الجوية التي تكاثرت في سماء ليبيا تؤيد هذا التكهن، ولكنها أيضًا تؤيد فكرة التدخل بعد التأكد من تعاظم خطر التنظيم في ليبيا، وتزايد المواقع الخاضعة لسيطرته فيها، خصوصًا قرب المواقع النفطية والحدودية التي تسمح له بتعزيز موارده المالية.
وأوضحت أن الدعم الفرنسي للمبعوث الأممي الجديد في ليبيا سببه الحرص على إعداد السيناريو المناسب الذي سيسبق التدخل، والذي يتمثل في الاتفاق على حكومة وحدة وطنية تتولى الحرب على التنظيم.
أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في اتصال هاتفي برئيس حكومة الوفاق فايز السراج الأربعاء، دعم ومساندة بلاده لجهود السلطات الليبية الجديدة في استعادة الأمن والاستقرار.
ونفى مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون دول الجوار، السفير أسامة المجدوب، وجود توجه لعمل عسكري من جانب مصر ضد التنظيم المتطرف في ليبيا، مشددًا على عدم علمه بأية ترتيبات من قبل دول أخرى في هذا الشأن. حيث ربطت وسائل إعلام بين لقاء السفير البريطاني لدى مصر، جون كاسن، مع المجدوب.
ورحب المبعوث الأممي لدى ليبيا «مارتن كوبلر» بوثيقة خريطة الطريق التي اعتمدتها اللجنة المشتركة المعنية في مصراتة وتاورغاء في جنيف بتاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول الحالي.
وقال كوبلر في بيان على الموقع الرسمي للبعثة الأربعاء، إن «هذا الاتفاق يدل على أنه بإمكان الليبيين التغلب على تركات النزاع الثقيلة من خلال التحلي بالشجاعة وحسن النية». مضيفًا " «أنا واثق من أن خريطة الطريق المتفق عليها بشكل متبادل بين أهالي مصراتة وتاورغاء ستكون مثالًا ملهمًا لما يمكن تحقيقه من خلال الحوار الشامل، بما يعود بالنفع على المجتمعين المحليين وعلى ليبيا ككل».