الرباط-سناء بنصالح
بلغ عدد المهاجرين الذين تم إنقاذهم في مياه مضيق جبل طارق، من مصالح الإنقاذ البحرية المغربية والإسبانية حوالي 1600 مهاجر، في النصف الأول من العام الجاري، خلال محاولتهم الدخول إلى إسبانيا على متن "قوارب الموت"، وينتمي أغلب الذين تم إنقاذهم إلى إفريقيا جنوب الصحراء.
وأشارت أرقام رسمية جديدة حول عدد المهاجرين غير الشرعيين، إلى ارتفاع عدد المهاجرين الذين تم إنقاذهم في المياه الإقليمية للبلدين في السدس الأول من العام الجاري وصل إلى 1600 مهاجر، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، التي سجلت إنقاذ حوالي 938 مهاجرًا، ووصل ثلثي المهاجرين عبر البحر المتوسط وتم إنقاذهم من البحرية المغربية.
وهكذا ارتفعت عدد دوريات مصالح الإنقاذ المغربية لنسبة 42 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، في حين سجلت في الجانب الإسباني نسبة 40 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، ويختار أغلب المهاجرين ركوب "قوارب الموت" من أجل بلوغ "الفردوس الأوروبي"، أو من خلال استعمال قوارب مطاطية صغيرة.
وكان الاتحاد الأوربي أعلن، بداية الأسبوع الجاري، عن رصد مساعدات مالية مهمة، من أجل دعم الدول التي تعاني من مشاكل الهجرة السرية، وستوزع مبلغ 24000 مليون درهم بين 23 دولة أوروبية، حصلت إسبانيا على 5220 مليون درهم، واليونان 4740 مليون درهم.
يذكر أنّ عدد المهاجرين الذين تم إنقاذهم في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، في مياه البحر الأبيض المتوسط بلغ حولي 225000 مهاجر غير شرعي، أغلبهم في مياه اليونان التي تعاني من تدفق أعداد كبيرة من مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء على مياهها الإقليمية، فعل الفقر والفوضى والحروب الأهلية التي تعيشها مجموعة من البلدان المصدرة للهجرة، فضلًا عن ارتفاع عدد اللاجئين السوريين.
وأبرز وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، الأحد، أنّ المهاجرين من إفريقيا يهددون مستوى المعيشة والنسيج الاجتماعي للاتحاد الأوروبي، مضيفًا أنّ الاتحاد لا يستطيع استقبال الملايين الذين يبحثون عن حياة جديدة، وأدلى بهذه التصريحات خلال زيارته إلى سنغافورة وتحدث عن محاولات الفارين من الاضطرابات في الشرق الأوسط وإفريقيا للانتقال إلى الاتحاد الأوروبي الذين يسعى بعضهم للوصول إلى بريطانيا عن طريق نفق القنال من فرنسا.
وبيّن هاموند أنّ قوانين الاتحاد الأوروبي السبب في أنّ المهاجرين يثقون بشدة، في أنهم لن يعادوا إلى بلادهم أبدًا، مبرزًا أنّ هذا الوضع لا يمكن أن يستمر لأن أوروبا لا تستطيع حماية نفسها والحفاظ على مستوى المعيشة والنسيج الاجتماعي بها إذا كان عليها استيعاب ملايين المهاجرين من إفريقيا.