لندن ـ كاتيا حداد
أدهش رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، المعنيين على الساحة السياسية بعد أن تدخل في قضية فساد خاصة برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت، وكتب خطابًا للمحكمة يلتمس فيه عدم الزج بصديقه داخل السجن.
وأشاد بلير في خطابه الذي قدمه للدفاع عن أولمرت، أمس الثلاثاء، في بداية جلسة النطق بالحكم في محكمة القدس المحتلة بجهود اولمرت كرئيس للوزراء ساهم في إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
وطالبت النيابة العامة في جلسة النطق بالحكم، بالسجن الفعلي لأولمرت من 8 إلى 18 شهرًا، بعد إدانته بتهمة إساءة الائتمان والغش، حيث تلقى رشاوى بقيمة 600 ألف دولار بين عامي 1993 و2002 بواسطة رجل أعمال أميركي الجنسية يدعى موريس تيلانسكي.
كما يواجه أولمرت السجن لمدة ستة أعوام لتورطه بتلقي رشوة تتعلق بفضيحة "هوليلاند" للعقارات، على الرغم من أنَّ الحكم قيد الانتظار إلى حين الانتهاء من الاستئناف.
ويظهر خطاب بلير كأنَّ كتابته قد تمت بصفة شخصية، على الرغم من أنَّه يظل ضمن المسؤولين ممن هم في مناصب حساسة حيث أنه مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط، علمًا أنَّ تقارير أشارت في وقت سابق من هذا العام إلى أنه على وشك التنحي.
ويرجح الخطاب أنَّ العلاقة بين هؤلاء القادة وصلت إلى ما هو "أبعد من علاقات رؤساء الحكومات"، حيث كانت علاقاتهم "مبنية على الصداقة والثقة مع فهم واضح لحاجات وحساسيات من الجانب الآخر".
وقدم أولمرت التماسًا للقضاة بعدم سجنه، بحجة خجله من إدانته و تشويه سمعته وتاريخه في خدمة "إسرائيل" والدفاع عنها، مشيرًا إلى أنَّ هذا عقابًا كافيًا بالنسبة له، متسائلًا: "ماذا أقول لحفيدي الذي يسمع أشياء سيئة عني من أصدقائه؟"، مضيفًا: "العقوبة الحقيقية هي الخزي والعار".
كما شدَّد رئيس الموساد السابق مئير داغان في خطاب له، على أن أولمرت "اتخذ قرارات شجاعة عدة ساهمت واستمرت في المساهمة في أمن واستقرار البلاد".