تبنى تنظيم "داعش" المتطرف، بعد ظهر الثلاثاء، تفجيرات بروكسل الثلاثة التي استهدف اثنان منها صالة المغادرين في مطار "زافنتم" الدولي في بروكسل. والثالث استهدف محطة للمتر تبعد حوالي مئة متر عن مقر الاتحاد الأوروبي.

وأفاد مصدر أمني عن وقوع عدد من الإصابات قُدرت بين 34 قتيلاً وأكثر من 70جريحًا ضحايا تفجير مطار بروكسل . ونشرت مواقع الكترونية تابعة لتنظيم "داعش" بيانًا يتبنى فيها التفجيرات التي وقعت صباح اليوم في بروكسل والتي راح ضحيتها أكثر من 30 قتيل وعشرات الجرحى .

وكشف البيان أن العملية تضمنت التخطيط وسرعة التنفيذ والحركة، وتوعد التنظيم بمزيد من العمليات في أوروبا. وأفادت وكالة "تاس" الإخبارية "أن تنظيم داعش تبنى تفجيرات بروكسل"، وذكرت "أن إرهابيي التنظيم نشروا بيانا لوكالة أنباء "أعماق". وقال أحد أنصار التنظيم على موقع التواصل الاجتماعي "بإذن الله سنجبركم على أن تعيدوا حساباتكم ألف مرة قبل أن تجرأوا على قتل المسلمين مرة أخرى وأعلموا أنه أصبح للمسلمين دولة تدافع عنهم وتثأر لهم".

نشرت صحيفة "ديرنير" البلجيكية، الثلاثاء، صورًا قالت "إنها للمشتبه بهم في التفجيرين الإرهابيين داخل مطار بروكسل". ونشرت الصحيفة على موقعها صورًا التقطتها كاميرات المراقبة في المطار لثلاثة شباب يدفعان أمامهم عربة حقائب. هذا وذكرت وسائل إعلام عالمية، الثلاثاء، أنباء عن توقيف اثنين من المشتبه بهم في هجمات بروكسل.

وأوضحت متحدثة باسم مطار بروكسل أن انفجارين وقعا في قاعة الإقلاع في المطار أمام شركة "اميركان ايرلاينز"، ولم تذكر المتحدثة  سبب الانفجارات لكن صورًا التقطها مسافرون أظهرت تطاير سقف قاعة الوصول وتضررها ولم يعط المتحدث أية تفاصيل. وأعلن مسؤول في الشرطة البلجيكية أن كل المؤشرات تدل أن العمل من فعل متطرفين.

وأكد الشهود أن عدة أشخاص لقوا حتفهم وجُرح آخرون في صالة المغادرة في المطار. وعلى الأثر بدأت سلطات مطار "زافنتم" الدولي في بروكسل إخلاءه من الركاب والعاملين فيه وأوقفت حركة الطيران، وقطعت الطرقات المؤدية إليه وأوقفت حركة المترو المتجه إليه، افساحًا لسيارات الإسعاف لنقل المصابين.

وما هي إلا دقائق حتى وقع انفجار آخر وسط بروكسل في محطة للمترو على مسافة لا تبعد تكثر من مائة متر عن مقر الاتحاد الأوروبي.

وتوالت ردود الفعل العربية والدولية مستنكرة هذ الأعمال المتطرفة المتنقلة من دولة إلى دولة، داعية إلى وجوب توحيد الجهود للقضاء على التطرف.

والبداية كانت في لندن أعلنت الشرطة البريطانية تعزيز إجراءاتها الأمنية في مطار هيثرو وجميع المطارات البريطانية، الثلاثاء، بعد التفجيرات التي شهدتها بروكسل واستهدفت مطارها ومحطة مالبك للقطارات القريبة من مقر رئاسة الاتحاد الأوروبي صباح الثلاثاء. واتَّخذت مجمل دول أوروبا من بريطانيا مرورًا بتركيا ووصولًا إلى روسيا الثلاثاء، إجراءات أمنية مشددة في مطاراتها ومحطات القطارات وأنفاق "المترو" ، في أعقاب التفجيرات المتطرفة التي استهدفت صباحًا مطار "زافنتم" الدولي ومحطة مترو أنفاق "ميلبك" في العاصمة البلجيكية بروكسل. ودعا رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى عقد اجتماع للجنة الطوارئ عقب الهجمات.

وفي موسكو أعلنت وزارة النقل الروسية أنها ستقيّم الأوضاع الأمنية في كافة مطارات البلاد على خلفية التفجيرات التي استهدفت الثلاثاء المطار الدولي في بروكسل. وقال وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف للصحافيين تعليقًا على تفجيرات بروكسل "إننا سنأخذ هذه المعلومات بعين الاعتبار، وسنعمل بشكل جدي لتقييم الوضع الأمني في المطارات الروسية". وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه لملك بلجيكا فيليب والشعب البلجيكي بسبب مقتل المدنيين في الهجمات المتطرفة التي وقعت في بروكسل. وأضاف المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الرئيس بوتين "دان بحزم هذه الجرائم البشعة".

وألغت المفوضية الأوروبية كل اجتماعاتها المزمع عقدها الثلاثاء من أجل ضمان أمن الموظفين بعد هجمات بروكسل. وشدد البرلمان الأوروبي إجراءات الأمن. ودعا رئيس البرلمان الأوروبي سكان بروكسل إلى الالتزام بتعليمات السلطات من أجل الحفاظ على سلامتهم.

وفي فرنسا عقد الرئيس فرانسوا هولاند اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن الوطني بعد سلسلة الهجمات المتطرفة في العاصمة البلجيكية. وأفادت تقارير إعلامية بأن قوات أمن فرنسية نشرت على طول الطريق الواصل بين باريس وبروكسل. واتخذت السلطات الفرنسية قرارًا بتشديد إجراءات الأمن في وسائل النقل العام والمطارات ومحطات السكك الحديدية في باريس. وأعلن التلفزيون أن الحدود بين فرنسا وبلجيكا أغلقت وتم تشديد إجراءات الأمن في المنشآت النووية البلجيكية.

وكثفت الشرطة الألمانية إجراءات الأمن في مطاري برلين بسبب هجمات بروكسل، وألغيت الرحلات من برلين وميونخ إلى بروكسل.

وأعلن القائم بأعمال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا-مارغاليو أن متطرفين من تنظيم "داعش" يقفون وراء هجمات بروكسل الثلاثاء، معربًا عن صدمته بالأحداث المأساوية في العاصمة البلجيكية. وأشارت الإدارة العامة الإسبانية للمطارات إلى إلغاء كافة الرحلات الثلاثاء من إسبانيا إلى بروكسل.

وأعرب وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس عن صدمته بشأن وقوع أعمال متطرفة في مطار بروكسل وفي المدينة ذاتها، مبديًا تعازيه لأهالي الضحايا نتيجة التفجيرات. ووصف رئيس الوزراء السويدي ستيفان ليوفن هجمات بروكسل "هجومًا على أوروبا الديمقراطية"، مؤكدًا "لن نسمح أبدا بأن يهدد المتطرفون مجتمعنا المفتوح".

وأعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي أن بلاده تتخذ كافة الإجراءات المطلوبة لضمان الأمن. وأعرب روتي عن تعازيه لجميع أهالي الضحايا في هذه الأحداث المأساوية، مؤكدًا استعداد بلاده لتقديم المساعدات المطلوبة لجارتها الجنوبية. وتعقد الحكومة الهولندية اجتماعًا أمنيًا مكرسًا للهجمات المتطرفة في بلجيكا. وتم تشديد إجراءات الأمن في المطارات ومحطات السكك الحديدية وعلى الحدود، إلا أن السلطات لم تقرر بعد رفع مستوى الخطر إلى المستوى الأعلى.

وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي أنه سيعقد شخصيًا اجتماعًا طارئًا للجنة الوطنية للأمن والنظام العام بسبب الهجمات التي وقعت في بروكسل الثلاثاء. وفي اليونان وصفت وزارة الخارجية هجمات بروكسل بأنها هجمات على عاصمة الاتحاد، معربة عن أسفها لسقوط القتلى. وأكدت الخارجية اليونانية أنه يجب "القضاء على التطرف من خلال الديمقراطية".

وفي تركيا أعلن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أنه يدين الهجمات المتطرفة في بروكسل، معربًا عن تعازيه للشعب البلجيكي. وأكد وقوف تركيا إلى جانب بلجيكا وضرورة التوحد من أجل مكافحة التطرف. وفي القاهرة أدانت وزارة الخارجية المصرية بأشد العبارات في بيان صادر، الهجمات المتطرفة التي ضربت العاصمة البلجيكية بروكسل الثلاثاء، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عدد كبير من الأشخاص، معربة عن تعازي مصر حكومة وشعبا - للحكومة البلجيكية ولأسر الضحايا.

وجدد المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في البيان ، خلال لقاء مع عدد من الصحافيين، التأكيد على الموقف المصري الثابت الذي يؤكد أن التطرف الغاشم لا يفرق بين دين أو عرق، ولا يعرف حدودًا، وضرورة تضامن المجتمع الدولي لمواجهة هذه الظاهرة البغيضة وانتشارها إلى الحد الذي نراه الآن، مؤكدًا أنّ الوقت حان لأن يقف العالم وقفة حاسمة للتعامل مع ظاهرة التطرف الدولي التي تستهدف أمن الشعوب واستقرارها، فضلًا عن النيل من مسيرة الحضارة الإنسانية جمعاء، وهو ما يتطلب إجراءات سريعة وفعالة على المستوى الدولي لمحاصرة "الإرهاب" على مستوى الفكر والتمويل، فضلًا عن الحيلولة دون تجنيد المزيد من الأفراد في صفوف هذه الجماعات الإجرامية. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أن مصر على ثقة بأن الحكومة البلجيكية ستبذل كل ما من شأنه الكشف عن ملابسات هذه الأحداث المؤسفة وتقديم مرتكبيها إلى العدالة، وأن مصر تقف بجانب الحكومة والشعب البلجيكي في هذه اللحظات العصيبة.

وأعلنت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية في بيروت، إلغاء رحلاتها المقررة إلى بروكسل الثلاثاء.