الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
راية لتنظيم "داعش"

لندن - سليم كرم

كشفت تقارير صحافية بريطانية، أنّ السياسيين الغربيين، منذ 11 أيلول/ سبتمبر 2001، اعتادوا بشكل روتيني الاستخفاف بأعدائهم، حيث يعتقدون أن حركة "طالبان" الأفغانية قد قُتلت ودُفنت بعد عام 2001، إلا أنها انصهرت في جماعات أخرى وعادت لتنتقم، واعتبروا، كذلك، أن المهمة في العراق قد أُنجزت في عام 2003.

وأعلنت راية جورج دبليو بوش الشهيرة في بزة الطيران على متن حاملة الطائرات إبراهام لينكولن، أن المهمة في العراق قد أُنجزت في عام 2003 ولكنها انهارت في دوامة من العنف الطائفي خلال السنوات القليلة التي تلتها، فيما يمتلك تنظيم "داعش"، في غياب اتفاق سلام سريع بصورة غير محتملة في سورية، أو الدعم غير المرجح بالقدر نفسه من القوات الأجنبية، فرصة معقولة للحفاظ على غنائمه من الرقة والموصل خلال العام 2016. .

وذكرت صحيفة "التليغراف" البريطانية الشهيرة أن معظم الساسة عندما يبدأون حربًا يعانون من متلازمة "كل شيء سينتهي مع حلول عيد الميلاد"، إذ إنه من الصعب بيع حرب مثيرة للجدل للجمهور مع الاعتراف بأن ذلك يمكن أن يطول لسنوات؛ لذلك فقد تعلم القادة من هذه الأخطاء.

وأعلنت الصحيفة البريطانية أنه حين أساء الرئيس أوباما التعامل مع الأزمة السورية بطرق عدة، كان صريحًا في القول للشعب الأميركي إن المعركة سوف تطول لـ3 أو 5 سنوات، وقد ردد القادة البريطانيون هذه التقديرات الزمنية، فحملة طرد المتطرفين من الأراضي السورية يمكن بسهولة أن تتجاوز العام، ولكن منع ظهورها مجددًا سيستغرق وقتًا أطول من ذلك.

وأشارت إلى أنه بالنظر إلى الحالة الراهنة، فإن الجبهة العراقية ليست ميئوسا منها، ولكنها تُظهر تقدمًا بطيئًا، وقد تم استعادة سنجار في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي من تنظيم "داعش"، وقد تحررت الرمادي للتوِّ من قِبل القوات العراقية، لكن القوات العراقية لا تزال قيد التجهيز، وتفتقر إلى الأسلحة الرئيسية مثل الصواريخ المضادة للدبابات، كما أنها تبقى أشهرًا عدة بعيدة عن الهجوم لإعادة التجهيز للجائزة الكبرى، الموصل، التي وقعت في أيدي "داعش" في حزيران/ يونيو 2014، وفي بعض المناطق تعتمد على مشاركة المليشيات الشيعية المدعومة من إيران. هذه القوى هي جيدة في القتال وكبيرة في العدد، ولكن الأيديولوجية والسلوك مليئة بالمخاطر الطائفية، التي تؤجج المظالم السنية التي تمهد الطريق لـ "داعش" إلى السلطة، ونظرًا إلى أن الهدف هنا ليس فقط "طرد" داعش خارجًا ولكن المطلوب أيضًا إبقاؤه في الخارج، لذا علينا المضي قدمًا بعناية وببطء.

وأوضحت "التليغراف" أن الأمور أكثر تعقيدا في سورية، فالتحالف يحرز تقدمًا في قطع الامدادات بين مقرات "داعش" في الرقة في سورية، والموصل في العراق، ولكنها عملية محفوفة بالصعوبات، إذ أنه ليس لدى التحالف نقاط التفتيش على الأرض، مما يمثل صعوبة في التمييز بين الشاحنات المدنية وبين شاحنات المتمردين، وباستخدام كاميرات المراقبة على بعد آلاف الأقدام في الهواء، يمكن إعاقة حركة "داعش" ولكن لا يمكن إيقافها تماما.

وبينت الصحيفة أنه بالنظر بشكل أعمق فإن وقف تنظيم "داعش" من التمدد شيء، وأخذ أراضيهم شيء آخر، ففي العراق يمكننا الاعتماد على القوات المحلية، ولكن في سورية القوات الوحيدة المقبولة هي جماعات ديفيد كاميرون من المتمردين المعتدلين، الذين يصل عددهم إلى 70 ألفًا، وهي ليست فقط منقسمة إلى مئات من الفصائل، ولكنها تعتبر الأسد العدو الرئيسي، وتناقش الولايات المتحدة وروسيا وسائل إزاحة الأسد، ولكن ما تُسمَّى بـ "عملية فيينا" تنص على تشكيل حكومة جديدة في منتصف العام 2017.

وأكّدت الصحيفة أن روسيا الآن تتعمد التلكؤ، على أمل أن تصل إلى جولة لدعم الأسد دون الحاجة إلى أن تتخلى موسكو عن أي شيء، وشجَّع زير الخارجية الاميركي جون كيري، الذي أتقن على مدى أربع سنوات من الدبلوماسية في سورية، فن وضع قدميه في فمه، عن غير قصد موسكو في هذا الاعتقاد، مع عبارات مثل "الولايات المتحدة وشركاؤها لا يسعون لتغيير النظام في سورية"، إلا أن المسألة هيِّنة: حتى إنه من الواضح أن الأسد سيكون حقًّا عليه التخلي عن السلطة في نهاية المطاف، إلا أنه سيكون من المستحيل سياسيًّا بالنسبة إلى البلدان الغربية استمالة المتمردين أو العمل مع جيش الأسد أو قوات بوتين الجوية، حتى الذين سيقتحمون الرقة.

وأوضحت أن الصورة تبدو أيضًا، بعيدًا عن العراق وسورية، مثيرة للقلق؛ فقد أنشأ تنظيم "داعش" فروعًا له من الجزائر إلى باكستان لا تقل خطورة، فبعد كل شيء، كان فرع تنظيم "القاعدة" في اليمن يشكل تهديدًا أكبر إلى الغرب من تنظيم "القاعدة" الأساسي في باكستان. 

وقتل تنظيم "داعش" بالفعل حوالي 1000 شخص في هجمات خارج العراق وسورية، وكانت أكبر هجماتها في مصر، واليمن، وتركيا، وفرنسا، ولعل أخطر مخالب "داعش" توجد في ليبيا، حيث أعطى الفشل في تشكيل حكومة وحدة، المساحة لتشكيل مجموعة قوية تركَّزَت في مسقط رأس العقيد القذافي، في سرت.

ويمتلك تنظيم "داعش"، في غياب اتفاق سلام سريع بصورة غير محتملة في سورية، أو الدعم غير المرجح بالقدر نفسه من القوات الأجنبية، فرصة معقولة للحفاظ على غنائمه من الرقة والموصل خلال عام 2016. 

وتأمل الحكومات الغربية أن يمنحها هذا بعض الوقت لتجربة الحلول الدبلوماسية، والتي بدورها يمكن أن توسِّع الخيارات العسكرية، لكن إذا لم ينجح هذا، فالخطر هو أن علينا احتواء "داعش" عسكريًّا وليس سياسيًّا.
 

 

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

اطلاق عملية أمنية غرب سوريا لملاحقة "ميليشات الأسد" عقب…
احتفالات عيد الميلاد لهذا العام مشوبة بالحروب والتحديات الأمنية…
الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يواصل رفض المثول أمام هيئة…
الشرع يتوصل إلى اتفاق مع قادة الفصائل السورية لدمجها…
الجيش الأوكراني يكشف عن وثائق مزورة لجنود كوريين شماليين…

اخر الاخبار

إحباط عملية تهريب دولية للمخدرات في ميناء طنجة المتوسط…
مُباحثات مغربية بحرينية لتعزيز التعاون في مجالات التنمية الاجتماعية
الحكومة المغربية تُصادق على تُعين المهندس طارق الطالبي مديراً…
وزير العدل المغربي يُقدم أمام مجلس الحكومة عرضاً في…

فن وموسيقى

لطفي بوشناق يقدّم أغنية لبيروت ويتضامن مع المدينة الجريحة…
سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

محمد صلاح بين الانتقادات والإشادات بسبب صورة عيد الميلاد…
المغربي حكيم زياش لا يمانع الانضمام لصفوف الوداد في…
محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…
المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت تصل أطراف عين الرّمانة…
زيلينسكي يؤكد. أن الحرب ستنتهي بشكل أسرع مع تولي…
الرئيس الصيني يُحذر الولايات المتحدة من تجاوز «الخط الأحمر»…
صورة محرجة لبايدن في قمة منتدى التعاون الإقتصادي لآسيا…
حزب الله يعلن عن مواجهات عنيفة مع القوات الإسرائيلية…