عمان - طارق الشمري
شهد الأردن والأراضي الفلسطينية الجمعة، تظاهرات ومسيرات شعبية واسعة احتجاجًا على الاقتحامات الإسرائيلية الأخيرة التي تعرض إليها المسجد الأقصى في القدس المحتلة من جانب جماعات يهودية متطرفة سعت إلى الصلاة فيه احتفالاً برأس السنة العبرية، وسط مخاوف من هجمة لتهويده وتقسيمه زمانياً بين اليهود والمسلمين. وكانت الانتهاكات الإسرائيلية في الأقصى مدار بحث خلال اتصال هاتفي تلقاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني .
وتبنى مجلس الأمن بالإجماع مساء الخميس، بياناً طرحه الأردن مدعوماً من الدول العربية والإسلامية، دعا فيه إلى إنهاء العنف والأعمال الاستفزازية في الحرم الشريف، والتأكيد على ضرورة إعادة الوضع في الأقصى إلى ما كان عليه والحفاظ على الوضع القائم فيه.
ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالتأكيد للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن "إسرائيل تتصدى للعنف في جبل الهيكل (التسمية اليهودية للأقصى) وتحافظ بصرامة على الوضع القائم".
وفي القدس المحتلة، فرضت السلطات الإسرائيلية قيوداً على الصلاة في الأقصى، وأقامت حواجز عسكرية على مداخل البلدة القديمة، ومنعت المصلين الشبان الذين تقل أعمارهم عن الأربعين سنة من دخول المسجد. كما نشرت قوات راجلة ومحمولة وخيالة في أنحاء المدينة، ولاحقت الشبان الذين تظاهروا احتجاجاً على منعهم من الصلاة، ونصبت منطاداً عسكرياً استخبارياً فوق المسجد، وأطلقت مروحية عسكرية لمراقبة حركة المواطنين. وأدى عدد كبير من المصلين الذين حرموا من الوصول إلى المسجد، الصلاة في الساحات العامة والطرق.
وفي الضفة، انطلقت المسيرات والتظاهرات الاحتجاجية بعد صلاة الجمعة في الخليل ونابلس ورام الله والقرى والمخيمات، وتحوّل بعضها إلى مواجهات مع الاحتلال، خصوصاً في مخيمات قلنديا شمال القدس، والجلزون شمال رام الله، وقرية كفر قدوم شرق قلقيلية. وألقى المتظاهرون الحجارة على الجيش الإسرائيلي الذي رد بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع، موقعاً العديد من الإصابات.
وفي قطاع غزة، خرج الآلاف في مسيرة مشتركة لفصائل المقاومة نصرة للأقصى. وحذر القيادي في "حماس" إسماعيل رضوان من مغبة الاستمرار في اعتداءاته على الأقصى، وقال خلال المسيرة: "لن نصمت طويلاً على الاعتداءات الصهيونية بحق الأقصى".
وبيّن القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" الشيخ خالد البطش خلال المسيرة، أن "المقاومة والشعب الفلسطيني لن يسكتا إذا ما تم تقسيم الأقصى". وشارك آلاف الأردنيين في مسيرات "جمعة الغضب للأقصى" في عدد من مدن المملكة، منددين بـ"الانتهاكات" الإسرائيلية
في القدس، خصوصاً ضد الأقصى والمقدسات. وشهدت عمان، والزرقاء، والسلط (شمال غرب)، وإربد (شمال)، والكرك والعقبة (جنوب)، وقفات احتجاجية شارك فيها المئات. وحمل المشاركون في تظاهرة عمان لافتات كتب عليها "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، و"جمعة الغضب، كلنا للأقصى فداء". وتعترف "إسرائيل" التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن عام 1994، بإشراف المملكة على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس.