الدار البيضاء- جميلة عمر
شاركت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة، الخميس، في برشلونة، في الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط، المنعقد بمناسبة الذكرى 20 لإطلاق مسلسل برشلونة.
وأكدت الوزيرة المنتدبة خلال مداخلتها في هذا الاجتماع، على التزام المغرب اتجاه الاتحاد من أجل المتوسط، مذكّرة بدعم المملكة لوضع علامات الاعتماد لــ33 مشروعًا تم تبنيهم من قبل الاتحاد، إضافة إلى مشاركتها في 26 مشروعًا آخر إما كمستفيدة أو داعمة.
كما أشارت بوعيدة، كذلك، إلى أن التحديات التي تواجه منطقة البحر الأبيض المتوسط يجب أن تُعالج حاليًا، من خلال مقاربة تعتمد على استراتيجيات ماكروجهوية وعلى أولويات محددة تمكن من ترابط وانسجام أمثل بين الجوانب الثنائية أو الإقليمية أو دون الإقليمية لمختلف المبادرات في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط. وأضافت أن تجربة حوار غرب المتوسط 5 + 5، تحت الرئاسة المشتركة بين المغرب وفرنسا، يجب أن ترتكز على آليات سياسة الجوار الأوروبية من أجل بناء مبادرات رائدة في المنطقة.
وعلى المستوى المؤسساتي، أكدت الوزيرة المنتدبة أن المغرب يتقاسم نفس الطموح في جعل الاتحاد من أجل المتوسط أرضية سانحة للحوار والشراكة، مشيرة إلى أن الهدف من ذلك هو إيجاد أجوبة مشتركة وملموسة لمختلف التحديات في المنطقة الأورو-متوسطية، خاصة على المستويات، السياسة والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
ومن جانب آخر، أوضحت بوعيدة، أن المغرب مقتنع بأن إنشاء فضاء أورو-متوسطي للسلم والاستقرار والنمو المشترك، مرتبط بالدفع، بشكل جدي، بعملية بناء المغرب العربي، مع الأخذ بعين الاعتبار للعمق الأفريقي للمملكة.
وبخصوص البعد الإقتصادي، ومن أجل إنشاء منطقة للتبادل الحر والنمو المشترك في منطقة البحر الأبيض المتوسط، أوضحت الوزيرة المنتدبة أن المغرب يعتبر أن إنشاء إطار محفز لاستثمارات دول الشمال صوب بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط من شأنه خلق آليات حقيقية للنمو في أوروبا.
وفي نفس المنحى، أشارت بوعيدة إلى أن تعميق الشراكة الثلاثية عن طريق تنفيذ مشاريع اقتصادية ذات منفعة متبادلة في قطاعات مثل الطاقة والنقل وتكنولوجيا المعلومات، والحد من التغييرات المناخية، إضافة إلى الابتكار والصحة والأمن الغذائي، من شأنها أن تعزز علاقات المغرب مع البلدان الأروبية.
وعلى صعيد آخر، أكدت الوزيرة المنتدبة على ضرورة إعطاء الأولوية للمجال التعليمي والبحث العلمي في إطار شراكة أورو-متوسطية، مع إعطاء أهمية خاصة لحركية الطلاب والباحثين وتشجيع مشاريع البحث العلمي ذات المنفعة المتبادلة.
كما أبرزت بوعيدة، مساهمة الجامعة الأورومتوسطية في فاس في تطوير البرامج الثنائية والإقليمية للتنقل و البحث، معبرة عن أملها في أن يواصل الاتحاد الأوروبي تقديم الدعم المالي لهذه الجامعة، التي باشرت سلفًا جدول أنشطتها.
يذكر أن الاتحاد من أجل المتوسط هو منظمة حكومية تضم 28 دولة عضوًا في الاتحاد الأوروبي و15 دولة من جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط. وهو عبارة عن منتدى لتعزيز التعاون والحوار الإقليمي في المنطقة الأورو-متوسطية.