الرباط- علي عبد اللطيف
هاجم الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، الأحزاب الأربعة الموجودة في المعارضة، لاسيما حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري.
واتهم بنعبد الله المعارضة بكونها تسعى عمليًا إلى عرقلة إجراء الانتخابات المقبلة في وقتها المحدد والمقرر رسميا هذا العام. وبين أن المعارضة لما انفضح أمرها مع الشعب المغربي بكونها تضغط في الكواليس من أجل تأجيل موعد الانتخابات، أعلنت في خرجات مختلفة بأنها لا تطلب تأجيلها، لكن نبيل بنعبد الله شدد على أنها عمليًا تقوم بكل المحاولات من أجل تأجيل الانتخابات إلى العام المقبل، لأنه لا يفصل عن موعد إجراء الانتخابات إلا شهرين فقط، في الوقت الذي لم يحسم بعد البرلمان في القوانين المنظمة للانتخابات.
ولمح الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية الذي يشغل وزير الإسكان في حكومة بنكيران، إلى أن الهدف من فرض المعارضة تأجيل موعد الانتخابات إلى العام المقبل، هو دفع الحكومة إلى مأزق "استحالة" تنظيم كل الانتخابات المطلوب إجراؤها هذا العام، بالإضافة إلى الانتخابات البرلمانية المطلوب إجراؤها العام المقبل، مشيرًا إلى أنه من الناحية التقنية واللوجستيكية لا يمكن للحكومة أن تجري كل الانتخابات في عام واحد.
وأوضح في تجمع خطابي نهاية الأسبوع، أن هذا المأزق الذي تريد المعارضة وضع الحكومة فيه الهدف منه هو الانقلاب على الحكومة، من خلال الخروج إلى الناس وترويج كلام مفاده أن الحكومة عجزت على تنظيم الانتخابات في وقتها وبالتالي يجب الاتيان ببديل حكومي آخر.
وأشار بنعبد الله إلى أن هذا الخطاب بدأ الترويج له من الآن، وإذا نجحت المعارضة في فرض تأجيل الانتخابات إلى العام المقبل، ستشتغل على هذا الهدف جيدا من أجل الانقلاب على الحكومة الحالية، معتبرًا أن هذا الخطاب يضرب الديمقراطية والمؤسسات.
وأبرز أنه لا يعقل أن يتم تأجل الانتخابات مرة أخرى، لأنه كان المفروض أن تجرى عام 2012 أو 2013 على أبعد تقدير، بالنسبة للانتخابات الجماعية وانتخابات مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان المغربي).
واعتبر أن الموقف الداعي إلى تأجيل مواعيد الانتخابات مرة أخرى موقف غير معقول، لأن البلاد في حاجة كبيرة إلى أن تمر الانتخابات في وقتها، لأن المجالس الجماعية ومجالس الجهات ومجلس المستشارين انتهت مدة انتدابها وصلاحيتها، وأصبحت تشتغل خارج الإطار الدستوري والقانوني.
وردا على تبريرات الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر، الذي طالب بتأجيل الانتخابات بسبب وجود تهديدات متطرفة محتملة للمغرب، اعتبر الأمين العام للتقدم والاشتراكية أن هذا المبرر غير معقول، واستغرب أن يصدر هذا الموقف من مسؤول سياسي، كما لو أن المغرب يعيش وضعية أمنية مضطربة شبيهة ببعض البلدان العربية التي تعيش على وقع الاضطرابات.