الدار البيضاء - جميلة عمر
هاجم المدير العام للمركز العربي للأبحاث، ودراسات السياسات، والمدير العام لمعهد الدوحة للدراسات العليا في دولة قطر، عزمي بشارة، الحركات المدافعة عن القضية الأمازيغية واصفًا إياها بـ"الجماعات العصبوية الصغيرة التي تحرض على العرب"، كما وصفهم بشارة في تدوينته عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بـ "الجماعات العنصرية المعادية للعرب".
جاء ذلك بعد تأجيل محاضرته التي كان ينوي إلقائها، الأربعاء الماضي، في جامعة ابن زهر في مدينة أغادير، حول موضوع "جدل الجامعة والمواطنة والديمقراطية" بسبب ضغط الحركات الأمازيغية التي رفضت محاضرته.
وكان نشطاء أمازيغ شنوا حملة واسعة من أجل منع بشارة من إلقاء المحاضرة، بسبب مواقفه من الثقافة الأمازيغية، التي يعتبرها نشطاء الحركة الأمازيغية في أكادير، معادية لهويتهم الأمازيغية.
كما نقلت مجموعة من المصادر أن تأجيل المحاضرة يعود للضغط الذي قام به مجموعة من نشطاء الحركة الأمازيغية، بسبب مواقف بشارة من الثقافة الأمازيغية، لا سيما بعدما راج خلال الأيام الأخيرة فيديو قديم له، يقول فيه إن "موضوع الأمازيغية موضوع طويل يتضمن صناعة فرنسية"، وذلك في معرض حديثه عن هوية المغرب.
واعتبر رئيس الجامعة عمر حلي أن الاحتجاجات ضد بشارة لم تكن واسعة، وأنّ هناك نشطاء أمازيغ عبّروا عن رفضهم بعض أفكاره حول الثقافة الأمازيغية، ونشروا ذلك عببر المواقع الاجتماعية، لكن لم تتسع رقعة هذه الاحتجاجات لتماثل الضجة الكبيرة التي وقعت في المغرب إبّان الإعلان عن دعوة الشيخ السعودي محمد العريفي.
وفي المقابل، هاجم نشطاء أمازيغ بشارة بعد وصفهم بالجماعة الصغيرة المعادية للعرب، وتوعد الناشط الأمازيغي منير كجي النائب الفلسطيني السابق في الكنيست الإسرائيلي، بالقدوم للمغرب لإلقاء محاضرته، متوعدًا إياه بأن الأمازيغ الذين وصفهم بالجماعة الصغيرة سيكونون في انتظاره.
ووصف كجي، في اتصال مع "المغرب اليوم"، عزمي بشارة بالبعثي القومي الذي لا يعرف الأمازيغ على حقيقتهم، وأنه سيتعرف عليهم عن قرب إذا قرر المجيء للمغرب.
من جهتها، دعت الناشطة الأمازيغية مليكة مزان الطلبة الأمازيغيين في جامعة ابن زهر إلى طرد بشارة ليس من الجامعة فقط وإنما بمنعه من دخول المدينة كلها.
وطالبت الشباب الأمازيغي بألا يكونوا أقل وطنية وقومية من الكويتيين الذين طردوا أحلام مستغانمي من أراضيهم حين التحقت بها لإلقاء محاضرة بسبب تعاطفها مع صدام حسين، وكتبت في تدوينة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك": اطردوه حتى يعرف أننا لسنا جماعة صغيرة بل شعبًا كبيرًا وعريقًا وعظيمًا وكريمًا لكن فقط مع من يحترمه".
يذكر أن المفكر الفلسطيني عزمي بشارة كان قد نفى منعه من إلقاء محاضرة في الجامعة، واصفًا مرجو منعه بناشري الشائعات، وكتب في تدوينة عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" أنه من قرر تأجيل مجيئه لإلقاء المحاضرة ولم يمنعه أحد موضحًا أنه "إذا أشيع أنه مُنع من الحديث في جامعة بفعل جماعة عصبوية صغيرة تحرض على العرب عمومًا، مجرد إشاعة لأن الجامعة المغربية هي من ألحت في حضوره منذ أكثر من عام".