الدار البيضاء - جميلة عمر
كشفت التحريات الأولية، التي أجراها المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مع أفراد هذه الخلية الإرهابية التي تم اعتقالها صباح الأربعاء الماضي، أن أحد أفرادها من قادة الجيش الداعشي الذي قاتل في الساحة السورية - العراقية، والذي تمكن مؤخرًا من التسلل إلى أرض الوطن من أجل تنظيم خلية إرهابية بشمال المغرب، مستغلًا الخبرات العسكرية الميدانية التي اكتسبها سواء في جبهات القتال بهذه البؤرة المتوترة أو في معسكرات ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية"، وذلك من أجل تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية النوعية.
وحسب مصدر أمني، إن هذا العائد هو "محسن الوهابي"، في الثلاثين من عمره، ينحدر من مدينة تطوان، بعد مغادرته السجن وقضائه عقوبة مدتها سنة، فضل أن يمكث بجانب جدته الفقيرة بدل أن يسكن برفقة أسرته في مدينة تطوان، وكان يتصرف بشكل لا يثير الشبهات، لكن حنينه إلى "داعش" ومخططاتها جعله يبحث عن أصدقائه الذين تعرف عليهم داخل السجن والذين اعتقلوا من أجل انتمائهم وولائهم لداعش، وكانت وسيلة الاتصال هي الإنترنت وهي الوسيلة الوحيدة التي استخدموها بين بعضهم البعض بسبب وجودهم في مناطق متباعدة،
وكان أول شخص التقى به هو المعتقل في مارتيل، حمزة أعنابي، وهو شاب في الـ21 سنة من عمره، وبالكاد غادر السجن قبل 5 شهور، وكانت التهمة التي أدين بسببها هي تمجيد الإرهاب حينما ضبطته السلطات وهو يرسم راية "داعش" في أحد الشوارع في مدينته.
ورغم المراقبة القضائية، تمكنوا من التواصل فيما بينهم، كما التقوا في أماكن بعيدة عن أعين السلطات وقرروا تكوين خلية إرهابية، معتمدين فيها على الخبرة التي يتوفر عليها الوهابي في القتال.
وكانت الخلية التي ترأسها الوهابي تعتزم الالتحاق بصفوف ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" بالساحة السورية-العراقية أو فرعه بليبيا، كما أنها كانت تنتظر تعليمات من هذا التنظيم الإرهابي للقيام برصد منشآت ومواقع حيوية في بعض مدن المغرب من أجل استهدافها باستعمال أسلحة نارية ومتفجرات وذلك وفق المخططات التوسعية لداعش خارج مناطق نفوذه.