الدار البيضاء - جميلة عمر
ترأس الملك محمد السادس، الاثنين , في قصر المؤتمرات في الداخلة، حفل توقيع عقد برنامجين لتمويل وإنجاز مشاريع التنمية المندمجة، بكلفة بلغت 30 مليار درهم. ويندرج البرنامجان التنمويان في إطار تفعيل النموذج الجديد للأقاليم الجنوبية، والذي أطلقه الملك بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفّرة، والرامي إلى ضمان اندماج نهائي لهذه الأقاليم في الوطن الموحّد، وتعزيز إشعاع الصحراء كمركز اقتصادي وصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي.
ويتمحور النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية حول أربعة محاور رئيسية تتمثل في إحداث دينامية جديدة للتنمية والتشغيل تقوم على أقطاب جهوية تنافسية، وتحقيق تنمية شاملة وتثمين البعد الثقافي، وتكريس حكامة مسؤولة، وتأمين تنمية مستدامة وتحسين الربط الوطني والدولي للأقاليم الجنوبية ويضع النموذج الجديد الذي رصد له غلاف مالي قدره 77 مليار درهم، المواطن في صلب الأولويات، ويقتضي تفعيله إبرام عقود برامج بين الدولة والجهات، تحدّد التزامات كل طرف على حدة.
وألقى رئيس جهة الداخلة - وادي الذهب، ينجا خطاط، كلمة بين يدي الملك، أكدّ خلالها أن هذه الجهة ستستفيد في إطار النموذج التنموي الجديد من استثمارات بقيمة 17,75 مليار درهم، منها 6,6 مليار درهم ممنوحة من طرف الدولة, وأضاف أن هذا النموذج يهدف الى تمويل إنجاز سبعة برامج مهيكلة، تتعلق بتثمين منتوجات الصيد البحري ( 1,2 مليار درهم)، وتطوير تربية الأحياء المائية (2,8 مليار درهم)، وبناء محطة لتحلية مياه البحر لأغراض فلاحية بقدرة 100 ألف متر مكعب/ يوم (1,3 مليار درهم)، وإحداث قطب إيكو- سياحي (581 مليون درهم)، وحماية المنظومات الإيكولوجية (116 مليون درهم)، وذلك من خلال إنعاش الغطاء الغابوي المحلي، ومحاربة التصحّر، وإحداث أحزمة خضراء والحفاظ على التنوع البيولوجي, وتابع أن هذه البرامج المهيكلة تهم أيضا، إنجاز ميناء "الداخلة الأطلسي" (6 مليارات درهم)، وربط مدينة الداخلة بالشبكة الوطنية للكهرباء (1,7 مليار درهم)، فضلا عن إحداث متحف مخصص لتثمين موروث الأقاليم الجنوبية (100 مليون درهم, اضافة الى إنجاز برامج أفقية للقرب تقوم على أربعة محاور رئيسية هي تعزيز البنيات التحتية (الكهرباء، الماء الصالح للشرب، التطهير)، إنعاش الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتأهيل العنصر البشري، والارتقاء بالثقافة.
من جهته، قال رئيس جهة كلميم- واد نون عبد الرحيم بن بوعيدة، إن النموذج التنموي الجديد لجهة كلميم- واد نون سيتطلب استثمارات بقيمة 11,93 مليار درهم، منها 5,5 مليارا" ممنوحة من طرف الدولة, وأضاف أن هذا النموذج التنموي الجهوي يتمحور حول ثمانية أهداف رئيسية تتلخص في النهوض بالفلاحة التضامنية (810 مليون درهم)، وتنمية السياحة الإيكولوجية من خلال تثمين الرصيد الطبيعي والثقافي والإيكولوجي للجهة (971 مليون درهم)، وإحداث مناصب الشغل ودعم المبادرة الخاصة (161 مليون درهم). وتنمية قطاعات التربية (412 مليون درهم)، والصحة (531 مليون درهم)، وتعزيز البنيات التحتية الطرقية (3,9 مليار درهم)، والتزويد بالماء الشروب والتطهير (1,178 مليار درهم)، وإحداث بنيات هيدروليكية باستثمارات قيمتها 1,017 مليار درهم، منها 800 مليون درهم مخصصة لإنشاء سدّ على وادي نون بالجماعة القروية فاسك. كما يشمل النموذج تطوير قطاعي الصناعة التقليدية ولاقتصاد الاجتماعي والتضامني (71 مليون درهم)، وتثمين الرأسمال اللامادي للجهة (132 مليون درهم)، وحماية المنظومات الإيكولوجية.