صنعاء - عبد الغني يحيى
صدت القوات المشتركة للمقاومة الشعبية والجيش الموالي للحكومة اليمنية، الثلاثاء، هجمات لمسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في محافظتي الضالع والبيضاء بالتزامن مع تقدمها المتواصل في الضواحي الشمالية الشرقية للعاصمة صنعاء، واستمرارها في تعقب جيوب الحوثيين في أطراف الجوف ومأرب.
وردّت القوات السعودية بعنف على خرق الهدنة من قبل الحوثيين والقوات الموالية لصالح، اليومين الماضيين، فيما أكدت قيادة التحالف أنها تحرص على التعاطي بإيجابية مع طلب الحكومة اليمنية تمديد العمل بالهدنة، إلا أنها حذرت من أن "استمرار المليشيات الحوثية في أعمالها العبثية سيدفع قيادة التحالف لاتخاذ إجراءات قاسية لردع تلك الأعمال".
وذكرت مصادر أن طائرات التحالف تمكنت من تحديد مواقع قواعد الصواريخ التي أطلقت باتجاه منطقة جازان ودمرتها، وقتل وأصيب بجوارها عشرات المسلحين. وقال سكان من منطقة جازان إنهم سمعوا صوت إطلاق "باتريوت"، وبعدها بثوانٍ شوهد انفجاران مضيئان تجاه الحدود، مشيدين بقوة المنظومة الدفاعية.
وفي تعز قالت مصادر ميدانية إن ميلشيات الحوثي وصالح قصفت عدداً من الأحياء السكنية بصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون مستهدفة القرى في ريف مدينة تعز مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين، وأكدت المصادر أن طيران التحالف الدولي رد على الخروقات الحوثية، وقصف مواقع للمتمردين. ورداً على الاعتداءات الصاروخية الفاشلة على الأراضي السعودية، توعد التحالف العربي الحوثيين بإجراءات قاسية بعد اعتراض الدفاعات الجوية السعودية صاروخاً جديداً أطلق من اليمن. وقال بيان للتحالف، فجر الثلاثاء، إن "قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت مساء الاثنين صاروخا بالستياً تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة جازان" وأكد البيان أن القوات الجوية "بادرت في الحال بتدمير منصة إطلاق الصاروخ التي تم تحديد موقعها داخل الأراضي اليمنية".
في الأثناء، أكد وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عوض بن عوف أن مشاركة بلاده في عاصفة الحزم، ومن ثم في عملية إعادة الأمل باليمن، جاءت عن قناعة راسخة واستجابة لقرارات الجامعة العربية الداعمة للشرعية اليمنية. وبين، في تصريحات أمس لبرنامج "الحزم والأمل" الذي تبثه قناة أبوظبي الأولى، أن السودان يشارك بلواء مشاة وعلى استعداد لتنفيذ التزام رئيس الجمهورية بدفع المزيد من القوات إذا استدعى الأمر وطلبت قيادة التحالف، مؤكداً أن القوات السودانية تشارك بفاعلية وتنفذ كل الواجبات والالتزامات الموكلة إليها بكل جدارة.
وفي نيويورك، أشار المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس الثلاثاء، إلى الصعوبة في مفاوضات السلام بين أطراف النزاع اليمني، طالباً دعم مجلس الأمن الدولي للتوصل إلى "وقف إطلاق نار دائم وشامل". واعتبر ولد الشيخ أحمد أن وقف الأعمال القتالية في البلاد، يحتاج إلى آليات أقوى، مشيراً إلى أن الطريق إلى السلام ستكون طريقاً طويلة وصعبة، لكن الفشل فيها ليس وارداً.
وقال ولد الشيخ، في إحاطته إلى مجلس الأمن، إن جولة المحادثات في سويسرا "شكلت ركيزة صلبة لاستكمال المحادثات في المستقبل" رغم "عدم التمكن من الحفاظ على وقف الأعمال القتالية". وأكد أن اتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في جولة المحادثات "يستند بشكل راسخ إلى قرار مجلس الأمن ٢٢١٦ ويتيح آلية للعودة إلى الحل المنظم بالاستناد إلى المبادرة الخليجية كأساس لجولة المحادثات المقبلة".
وقال إن جولة المحادثات "كشفت عن انقسامات عميقة بين أطراف النزاع، ولا تزال الثقة ضعيفة بينهم لكن المحادثات بينت التزامهم القوي" باستكمال المحادثات في الجولة المقبلة التي حدد موعدها في ١٤ كانون الثاني (يناير) المقبل.
وطالب مجلس الأمن "بتقديم الدعم لضمان التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار على أن يكون دائماً، قبل الجولة المقبلة من المحادثات، وبتأييد الإطار العام" الذي اتفق عليه الأطراف اليمنيون. وقال بن رعد إن مكتبه سيواصل دعوة أطراف النزاع إلى التقيد بحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي.
وقال ديبلوماسيون إن اللجنة العسكرية التي اتفق الأطراف اليمنيون على تشكيلها في سويسرا للإشراف على وقف الأعمال القتالية "ستتألف من ممثلين عن طرفي النزاع، وسيرأسها ضابط لبناني متقاعد وسيكون مقرها في العاصمة الأردنية عمان".
واستعد مجلس الأمن لتبني بيان صحافي، بعد جلسة عقدها مساء الثلاثاء، بشأن اليمن "يدعم مهمة ولد الشيخ أحمد، ويدعو الأطراف اليمنيين إلى التقيد باتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في محادثات سويسرا وأطره الزمنية، وعدم عرقلة وصول المساعدات إلى كل المناطق اليمنية".
من جهة أخرى، أشارت مصادر في صعدة إلى أن هناك تذمراً واسعاً بين السكان، بعد أن كثرت أعداد القتلى بسبب الاعتداءات الحوثية. ويأتي ذلك بعد وصول عشرات المركبات برفقة حراس إلى صعدة، ذكرت مصادر أن بينهم خبراء إيرانيين تم تهريبهم من صنعاء طلباً للنجاة، بعد أن اقتربت وحدات الجيش اليمني وقوات التحالف من تحرير صنعاء.
في هذا الوقت أعلن المتحدث باسم المقاومة الشعبية بمحافظة الجوف عبدالله الأشرف، بدء المرحلة الثانية من تحرير المحافظة بعد تحرير مركزها والمجمع الحكومي ومعسكر اللواء ١١٥ ومعسكر اللبنات ومديرية المصلوب. وقال إن المرحلة الثانية ستنطلق من المتون، غرب المحافظة إلى حرف سفيان، وستحل قوات الشرعية مسنودة بالمقاومة الشعبية في كل مناطق المحافظة.