لندن - كاتيا حداد
حقّق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انتصارًا كبيرًا ومفاجئًا في الانتخابات العامة التي جرت، أمس الخميس، بينما اجتاح الحزب "القومي الاسكتلندي" المقاعد المخصّصة لاسكتلندا في مجلس العموم البريطاني.
وحصد حزب "المحافظين" غالبية بـ331 مقعدًا تمكنه من تشكيل حكومة بمفرده، وجاء في المركز الثاني حزب "العمال" الذي يتزعمه إد ميليباند، بحصوله على 232 مقعدًا، فيما كان "القومي الاسكتلندي" مفاجأة الانتخابات حيث حقق فوزًا كاسحًا وحصد 56 مقعدًا من أصل 650 مقعدًا في البرلمان.
وتعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في أول تصريحات له عقب إعلان النتائج، بقيادة "أمة واحدة" والعمل على جعل "بريطانيا العظمى أعظم مما هي عليه"، ومن المتوقع أن يشكل حكومة أقلية من دون الحاجة إلى التحالف مع الأحزاب الصغيرة، وتنظيم استفتاء بحلول العام 2017 حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو خروجها منه، كما وعد.
وصرَّح كاميرون عقب زيارته ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية قبل بدء تشكيل حكومته الجديدة، بأنه شعر أنَّ البلاد كانت على شفا "شيء مميز" في إشارة إلى فوز حزبه بغالبية غير متوقعة في الانتخابات، وأشاد كاميرون بالأداء "القوي" لحزبه، آملًا في تشكيل حكومة خلال الأيام المقبلة بعدما استمتع حزبه بما وصفها "بليلة قوية للغاية".
واعترف زعيم حزب "العمال" إد ميليباند بالهزيمة أمام كاميرون في كلمة ألقاها أمام الصحافة وأنصاره، قائلًا: "ليس هذا الخطاب الذي أردت إلقاءه"، مقرًا "بالمسؤولية الكاملة عن الهزيمة".
وأعلن ميليباند استقالته من زعامة الحزب العمالي، قائلًا: "حان الوقت كي يتولى شخص آخر الدفع بمصالح الحزب، بريطانيا بحاجة إلى حزب عمال قوي قادر على إعادة البناء بعد هذه الهزيمة".
وشهدت الأوساط البريطانية حالة من الدهشة إثر الزلزال الذي أصاب الأحزاب الأخرى، حيث تعرض حزب "الديمقراطيين الأحرار" لهزيمة قاسية وفقد 48 مقعدًا من المقاعد التي حصل عليها في انتخابات عام 2010.
وأعلن زعيم الحزب نيك كليغ استقالته من منصبه بعد حصول حزبه على 8 مقاعد فقط، علمًا أنَّه كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بعد انضمامه إلى حكومة ائتلافية مع حزب "المحافظين" عقب انتخابات 2010.
كما قدم نايجل فاراج زعيم حزب "الاستقلال" استقالته من منصبه بعد أن فشل في الاحتفاظ بمقعده في دائرته الانتخابية، حيث حصل حزب فاراج على مقعد واحد فقط في مجلس العموم.
وحقق الحزب "القومي الاسكتلندي" فوزًا كاسحًا وحصد 56 مقعدًا من مقاعد البرلمان، حيث نجح بالفوز بـ10 أضعاف مقاعده خلال الانتخابات الماضية التي فاز فيها فقط بستة مقاعد، وكانت زعيمته نيكولا ستورجيون دعت مؤيديها إلى التريّث، إذ لم يخفوا في غلاسكو وادنبرة رغبتهم في "الانتقام"، لاسيما أنَّهم يتطلعون إلى إجراء استطلاع جديد من أجل الاستقلال.
وبلغت نسبة الإقبال على التصويت نحو 66 في المائة وهي أعلى نسبة منذ انتخابات العام 1997، وكانت النتائج حتى الساعة 8:34 من صباح الجمعة، بتوقيت غرينيتش، على الشكل الآتي: 320 مقعدًا لـ"حزب المحافظين" و228 لحزب "العمال" و56 لـ"القومي الاسكتلندي" و8 لـ"الاتحادي الديمقراطي"، و8 مقاعد لحزب "الديمقراطيين الأحرار" و15 مقعدًا لأحزاب أخرى.