القدس المحتلة - ناصر الأسعد
كشف رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية اللواء توفيق الطيراوي لوكالة "فرانس برس" مساء الثلاثاء عن ظروف وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بأن لجنة التحقيق
توصلت إلى الشخص الذي نفذ اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات".
وأضاف الطيراوي "بقي لغزًا صغيرًا فقط، يحتاج إلى وقت لكشف بقية تفاصيل عملية اغتيال". ولكنه رفض اعطاء المزيد من المعلومات حول المشتبه به وحول سير
التحقيق. لكنه قال "أؤكد بأن "إسرائيل" هي من تتحمل مسؤولية عملية اغتيال" التي تعود الى العام 2004.
وجاء هذا التصريح عشية الذكرى السنوية الحادية عشرة لوفاة عرفات الذي بقي سر وفاته غامضا حتى الآن، في حين ان القضاة الفرنسيين المكلفين بالتحقيق في
الاغتيال، والذي بدأ بطلب من ارملته، حيث أعلنوا اغلاق الملف واستئناف سهى عرفات القرار.
وتقدمت سهى عرفات بشكوى ضد مجهول بعد اكتشاف مادة "البلوتونيوم 210 " وهي مادة مشعة مضرة جدًا، على زوجها. ولكن الخبراء المكلفين من قبل القضاة
الفرنسيين استبعدوا مرتين فرضية التسمم. حيث أفاد الخبراء الروس أن وفاة عرفات هي "موت طبيعي". وعلى العكس من ذلك، أوضح خبراء سويسريون استشارتهم
ارملة عرفات ان نتائجهم "تدعم فرضية التسمم "بالبلوتونيوم".
واتهم العديد من الفلسطينيين "إسرائيل" بالعملية ولكنها ما زالت تنفي ان تكون سممت ياسر عرفات. فضلًا عن وجود شبهات حول تعاون فلسطيني في عملية وفاة
عرفات على خلفية الصراع على السلطة.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان لجنة التحقيق في وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قطعت شوطًا طويلًا في عملها.
وذكر عباس في كلمة بثها تلفزيون فلسطين الرسمي في الذكرى السنوية الحادية عشرة لوفاة عرفات "نؤكد لجماهير شعبنا ان اللجنة الوطنية المكلفة بالتحقيق في ظروف
استشهاد القائد الرمز ابو عمار قطعت شوطًا كبيرًا". حيث لم يتطرق الى تفاصيل اخرى، لكنه تعهد "ان تستمر اللجنة في عملها حتى الوصول الى كشف الحقيقة كاملة".
وأصيب عشرات الفلسطينيين الثلاثاء، برصاص القوات "الإسرائيلية" في مواجهات وقعت في الضفة الغربية المحتلة، لا سيما خلال تظاهرات سارت في ذكرى وفاة
ياسر عرفات.
وسار أكثر من مائتي فلسطيني في تظاهرة في البيرة تتقدمهم شاحنة صفراء تصدح منها أغان وطنية، فيما حمل المتظاهرون الاعلام الفلسطينية واعلام حركة "فتح"
الصفراء وصورًا لياسر عرفات وتقدموا باتجاه الحاجز القريب من مستوطنة بيت ايل "الإسرائيلي".
وأطلقت القوات "الإسرائيلية" قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، وفق ما افاد مراسلون لوكالة "فرانس برس" في المكان.
وأعلنت وزارة "الصحة الفلسطينية" اصابة 32 فلسطينيًا بالرصاص الحي في تظاهرات البيرة قرب رام الله، بينما اصيب 13 فلسطينيًا في مواجهات مع قوات الجيش
"الإسرائيلي" عند حاجز قلنديا العسكري قرب القدس، وستة فلسطينيين في مواجهات مع القوات "الإسرائيلية" في مدينة طولكرم في شمال الضفة.
وذكر الجيش "الإسرائيلي" في بيان ان "مثيري الشغب هاجموا الجنود وألقوا الزجاجات الحارقة والحجارة باتجاههم، فردت القوات عندها".
يشار إلى أنه منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر، استشهد 77 فلسطينيًا خلال هبة جماهيرية تخللتها مواجهات بين فلسطينيين و"إسرائيليين" وإطلاق نار وعمليات طعن
قتل فيها ايضًا عشرة "إسرائيليين".
وأفادت الشرطة "الإسرائيلية" أن نحو نصف الفلسطينيين قتلوا برصاص عناصرها او الجيش خلال تنفيذهم هجمات بالسكين على "إسرائيليين".
وحكمت المحكمة المركزية في القدس، الأربعاء بالسجن لمدة 16 عامًا على شاب فلسطيني بتهمة طعن اثنين من جنود حرس الحدود "الإسرائيلي" في كانون
الأول/ديسمبر من العام الماضي في القدس الشرقية المحتلة.
وأوضح بيان صادر عن المحكمة "ان موسى العجلوني (20 عامًا) من مدينة القدس الشرقية القديمة، اعترف في صفقة مع المدعي العام بمحاولة قتل ضابطين "
إسرائيليين" بالقرب من منزله في البلدة القديمة".
وينشط فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي في حملة ضد "إسرائيل" مشككين برواياتها حول عمليات الطعن.
وتداول شريط فيديو تم تناقله على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت خلال اليومين الماضيين أثار غضبًا في الشارع الفلسطيني بعد ان ظهر فيه الفتى احمد
مناصرة يتعرض للضغط خلال استجوابه من محقق "إسرائيلي". حيث تسرب الشريط قبل ساعات انعقاد جلسة في المحكمة المركزية في القدس الشرقية المحتلة لمحاكمة
الفتى المتهم بمحاولة القتل. وتم في نهاية الجلسة تمديد اعتقاله.
وزار عشرات الفلسطينيين الأربعاء، قبر ياسر عرفات في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله.
وذكر أبو ثائر (57 عامًا) الذي قدم من دورا قرب الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة وهو يقف قرب الضريح "جئنا بمناسبة ذكرى ياسر عرفات رحمه الله. كان
يمثل كل الفلسطينيين والعرب والمسلمين". في حين قالت اميرة عبد العزيز من رام الله التي ارتدت فستانا بلوني الكوفية الفلسطينية الابيض والاسود ووضعت حجابا
ابيض مطرزا بالعلم الفلسطيني، "بعد ابو عمار حصلت تغييرات كثيرة. ولو كان لا يزال هنا، لكنا انتصرنا منذ زمن".
وبحسب اميرة، فان عرفات كان "الرمز والاب والاخ. وهو الذي سار في مسيرة فلسطين".
يذكر أن عرفات توفي في عام 2004 في مستشفى في فرنسا كان نقل اليه للعلاج. وأجرى قضاة فرنسيون تحقيقا في الوفاة بطلب من ارملته سهى عرفات، وأعلنوا
اغلاق الملف الذي استأنفته، مشددة على تعرض زوجها لعملية تسمم.