الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
المهاجرين السوريين

لندن - ماريا طبراني

ألقت صحيفة "الغارديان" الضوء على مأساة المهاجرين السوريين، والذين تواتروا إلى أوروبا بأعداد ضخمة مؤخرًا، ولكن تلك المرة من خلال طالب يدعى راشد الشبعي والذي غامر بالسفر إلى جزيرة "ليسبوس" في اليونان عبر قارب مطاطي حمله طوال الرحلة من تركيا في بحر "إيجة".
وذكرت الصحيفة بعدًا آخر لمعاناة المهاجرين عبر البحر إلى أوروبا وهي الطقس، إذ يتصارع المهاجرون إلى السفر في أقرب وقت ممكن قبل وصول فصل الشتاء ويصبح الإبحار شبه مستحيل، خصوصًا على تلك القوارب غير المستقرة، حيث وصل عدد الذين حاولوا الهرب إلى أوروبا عبر بحر "إيجة" إلى اليونان خلال الأسبوع حوالي سبعة آلاف شخص، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة، وهذا ما دفع راشد إلى اتخاذ قرار السفر فورًا، حتى لا تفوته الفرصة في الهجرة.
وأفاد الطالب الشبيعي: "لم أكن أفكر في السفر ولكن صار الأمر إما الآن أو أبدًا، خصوصًا أن الحياة لم تعد ممكنة في سورية".

وتحملت "ليسبوس" العبء الأكبر من المهاجرين، حيث تحولت الجزيرة إلى مكان يعج باللاجئين الهاربين من جحيم الشرق الأوسط، وامتلأت طرقاتها العاصفة بالمتاجر ذات اللوحات بالأحرف العربية.
وأوضح الشبعي الذي فر مع والدته وعمته واثنين من أفضل أصدقائه، أنه هرب من سورية خوفًا من التجنيد في الجيش السوري، إذ يقبل النظام على تجنيد الشباب إجباريا، وأضاف: "نحن لا نريد خوض حرب لا أحد ينتصر فيها".
ووصل عدد الوافدين عبر البحر حوالي نصف مليون مهاجر في الأسبوع الماضي، حيث أعلنت وكالة الأمم المتحدة للاجئين ومفوضية شؤون اللاجئين، أن أكثر من 502 ألف لاجئ ومهاجر دخلوا اليونان هذا العام.
وحذر مسؤولون أتراك من نمو عدد الهاربين من سورية، وخصوصًا في حلب، في حال استمرار الضربات الجوية الروسية، وكل يوم يقوم الصيادون بحساب القوارب القادمة والتي لا يعلم أحد مواعيد قدومها أو كيفية وصولها إلى الجزر اليونانية، ولكنها تظل تأتي باستمرار.

ويحكي أحد الصيادين اليونانيين عن تجربته مع السوريين الذين أنقذهم، حيث روى قصة رجل وصل مع ابنتيه المراهقتين التوأمين، هذا غير النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة وكبار السن والعجزة، والذين يأتون في مجموعات كبيرة، وأوضح أن غالبًا ما تتوقف القوارب بسبب نفاد البنزين أو كسر المحركات، إذ يصرخون في الليل طلبًا للمساعدة مع إضاءة كشاف ليهدوا المنقذين إليهم.
وروى الصياد قصة الشاب السوري الذي جاء إلى الجزيرة الصيف الماضي، حيث سقط من القارب في الماء، وقرر أن يسبح إلى الشاطئ ممسكًا حذائه في يده ورفض التخلي عنه وسط الأمواج المتلاطمة.
وأضاف الصياد: "عندما أنقذته كان منهكًا للغاية وعلى مقربة من الموت، أخذته إلى المنزل وأطعمته ومنحته الدفء، وحتى يومنا هذا أحتفظ بحذائه في القارب عندي.
وذكر أيضا حكاية أستاذ علم النفس من حمص محمد خير إدريس، الذي احتضن أبنائه أحمد وعمرو فور هبوطه إلى الجزيرة، وانحنى رأسه وبكى قائلًا: "نحن آمنون، أطفالي في أمان الآن".
ووقعت أعمال شغب في مركز استقبال في قرية موريا، وتقول جماعات حقوق الإنسان أن الأوضاع داخل المركز غير إنسانية، وعلق الشبعي قائلاً: "عاملونا كالحيوانات، حيث ينام الناس في العراء على الأرض، وكثيرًا ما يجبر القادمون الجدد على الانتظار دون مأوى لأيام قبل أن يتم تسجيلهم وتقسيمهم إلى مجموعات".

وصرّح المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس لصحيفة "الغارديان" مؤخرًا: "أعتقد أنه من الواضح أن اليونان لديها صعوبات هيكلية هائلة بسبب الوضع الاقتصادي، وعلى الرغم من ذلك إلا أنها تتخذ نهجًا إنسانيًا".
واضطرت وكالة الأمم المتحدة، التي تعمل عادة في مناطق الحروب، إلى زيادة تواجدها وإيفاد موظفيها ليس فقط لجزر بحر "إيجة" في البلاد ولكن إلى الحدود الشمالية للبلقان، ولكن يشعر المسؤولين بالقلق من أن الوضع بدأ يزداد سوءًا، على الرغم من أن السكان المحليين رحبوا باللاجئين عمومًا، بناء على تجربتهم الخاصة بهم كلاجئين من تركيا بعد عام 1922.
وتصمم الغالبية العظمى على الوصول إلى ألمانيا قبل حلول فصل الشتاء، ولا تكفي المعاناة التي يعيشونها في البحر حتى يصلوا إلى أوروبا، إلا أنهم يعانون الأمرين عند وصولهم إذ تعاني معظم معسكرات اللاجئين في أوروبا من نقص في الغذاء والغطاء والأدوية، التي تضمن للمهاجرين حياة آدمية قبل أن يحصلوا على حق اللجوء من الدولة التي تستضيفهم.

وأفاد المسؤولون اليونانيون بأن البلدية جمعت 600 طن من ما أسموه "القنابل البيئية" من قوارب وسترات نجاة ملقاة على شواطئ وطرقات الجزر اليونانية.
وأكد غالينوس أن مفتاح القرار يكمن في تركيا، فإذا تم تسجيل اللاجئين والمهاجرين في "النقاط الساخنة" هناك، يمكن تجاوز تجار المافيا ومهربي البشر الذين يهربون اللاجئين إلى اليونان في قوارب سياحية، وأضاف: "الجميع سيستفيد إذا توقفت العصابات الإجرامية".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الجيش السوداني يعرض صور البرهان في الخطوط الأمامية خلال…
مجلس الحكومة المغربية يطلع على اتفاقية تسليم المجرمين بين…
مصدران يُؤكدان أن إيران بصدد الاستعداد لشن هجوم على…
المقاتلات الحربية الإسرائيلية تُجدد غاراتها الجوية على الضاحية الجنوبية…
تحركات أميركية وعربية مكثفة لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع…

اخر الاخبار

مُباحثات عسكرية بين المغرب وموريتانيا لبحث آفاق جديدة للتعاون…
تعزل المحكمة الادارية عزل رئيس المجلس الجماعي
جنايات طنجة تُصدر حكمها في قضية مقتل شابة بأكزناية
المغرب يُرحب باعتماد مجلس الأمن "القرار 2756" الذي يقضي…

فن وموسيقى

يسرا تُعرب عن سعادتها بتواجدها في مهرجان الجونة وتُؤكد…
الموت يغيب الفنان القدير مصطفى فهمي عن عمر 82…
رحيل الفنان حَسَن يُوسِف عن عمرٍ ناهز التِّسعين عامًا…
هند صبري تتحدث عن مشوارها الفني وأبرز الموقف التي…

أخبار النجوم

ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية
أمينة خليل تحسم مشاركتها في رمضان المقبل
محمد فراج يكشف عن مشاركته في الماراثون الرمضاني 2025
شيرين عبدالوهاب تكشف عن شروطها لتعود إلى التمثيل

رياضة

وليد الركراكي يكشف مصير حكيم زياش مع المنتخب المغربي
الفرنسي هيرفيه رونار يعود لتدريب منتخب السعودية
لاعبين مغاربة خارج المرشحين لجائزة الأفضل في إفريقيا
ميسي يتقاضى أكثر من إجمالي رواتب لاعبي 22 فريقاً…

صحة وتغذية

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
عقار شائع للإجهاض قد يساهم في إطالة العمر ويشعل…
تناول الماغنيسيوم مع فيتامين D يُعزّز صحة العظام ووظيفة…
تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام…

الأخبار الأكثر قراءة

تجدد الاشتباكات بالفاشر وبدء التحقيق مع مرتزقة أجانب شاركوا…
إسرائيل تشنّ هجومًا جديدًا على لبنان وتدعو اللبنانيين للابتعاد…
المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف قاعدة إسرائيلية بمسيّرات وتضرب…
قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على غزة ونتنياهو يكشف…
هاريس تتفوق على ترمب في استطلاعات الرأي والأخير يُعلن…