بغداد - نجلاء الطائي
أكَّد مسؤولون عسكريون، أنَّ القوات العراقية والمجموعات المسلحة المتحالفة معها، تمكنت من السيطرة على الأحياء الغربية من تكريت الخميس، لكنها منطقة واحدة ظلت تحت سيطرة تنظيم "داعش"، وتضم مجمع القصر الذي استخدمه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كقصر له.وعبّر مسؤولون عسكريون عن ثقتهم في إعلان النصر في غضون أيام في تكريت، إذ كان الهدف الرئيسي دحر المسلحين في أكبر عملية حكومية ضد تنظيم "داعش" المتشدد منذ أن اجتاح في حزيران/يونيو.
وطالب عدد من المسؤولين العراقيين على رأسهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، في وقت سابق خلال زيارة القوات بالقرب من الخطوط الأمامية الثلاثاء والأربعاء، تسهيل عودة النازحين المدنيين من تكريت والمناطق المحيطة بها.
ويعتبر عودة المدنيين مرة أخرى دون هجمات انتقامية أو استمرار الصراع؛ الاختبار التالي للحكومة العراقية إذا ما كانت ستواصل العملية في تكريت. وذلك بعد أن حشدت الحكومة العراقية قوة قوامها 30 ألف مقاتل في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة.
وبيّنت تقارير إعلامية، أنَّ مقاتلي تنظيم "داعش" المتشدد تورطوا في ذبح أكثر من ألف شخص من جنود الكتائب الشيعية، في قاعدة "كامب سبايكر" العام المنصرم.
وتجمع العشرات من أهالي الجنود القتلى في ميدان التحرير، في بغداد، صباح الخميس، رافعين
صور الضحايا، ومطالبين بإجراء تحقيق دولي في وفاتهم، كما أعربوا عن سعادتهم بسقوط تنظيم "داعش" في تكريت، متهمين زعماء العشائر السنية وبعض المسؤولين العراقيين بمساعدة الجماعات المتشددة.
وأبرز مهدي صالح، الذي كان يرفع صورة لابنه البالغ من العمر 22 عاما، "أن المجرمين قاموا بعمليات الإعدام أمام عائلات الضحايا". وأضاف "ليست لدينا مشكلة مع السنة، وسنصل للوحدة وطنية لكن السلام مع هؤلاء المجرمين مستحيل".
وجاءت هذه التقدم للقوات الحكومة في تكريت، بعد أن كشفت تقارير عن انتهاكات جديدة قام بها عناصر "داعش" ضد القوات ، وبيّن مسؤولون عراقيون أنهم حققوا في تقارير عن فظائع، تم تصويرها ونشرت في الأشهر الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كشفت عن رجال مسلحين يرتدون زيًا يحمل شعار وحدة القوات الخاصة والقوات الحكومية النظامية الأخرى.
وأثارت الصور مسألة تعرض القوات العراقية لمواجهة تدبير يتطلب من حكومة الولايات المتحدة قطع المساعدات عن المجموعات الأجنبية التي ارتكبت انتهاكات حقوق الإنسان.
ويظهر في مقطع مصور صبي يبلغ من العمر نحو 12 عامًا، يتعرض لإطلاق النار عليه بعد اتهامه بالعمل مع تنظيم "داعش"، إلى جانب إطلاق النار على مدنيين اثنين لاتهامهم بالاشتراك مع مقاتلي "داعش".
واتهم مسؤولون عراقيون، تنظيم "داعش" باستخدام غاز "الكلور" في قنابل زرعت على جانبي الطريق، وبيّن المقطع المصور الغيوم البرتقالية تتصاعد من القنابل خلال تفجيرها.
ويسبب "الكلور" السعال وحرقة في العيون، ومن الممكن أن يكون قاتلا إذا جرى إطلاقه من أماكن قريبة، كما أنه محظور بموجب معاهدة دولية.
وخلال الأسبوع المنصرم من المعركة، قال مسؤولون عسكريون في محافظة صلاح الدين، إن العشرات من أهالي مدينة سامراء كانوا بالقرب من الخطوط الأمامية، وتعرضوا للأمراض بعد أن انفجرت قنبلة تحتوي على "الكلور" في كومة من القمامة.
وذكر مسؤولون عراقيون أن مقبرتين جماعيتين جرى اكتشافهما في تكريت، يعتقد أن الجثث لضحايا "سبايكر".
ووجه العبادي الشكر للجماعات التي قاتلت تنظيم "داعش" المتشدد، مشيدًا بدور الشرطة الاتحادية في المعركة، قبل أن يكشف المالكي عن أوجه القصور، بعدما هرب العديد من الوحدات من مناصبهم في وجه تقدم "داعش"، فضلا عن التحسن الذي طرأ على الشرطة.