دمشق - نور خوام
تمكنت القوات الحكومية السورية، من فك الحصار الذي فرضه "داعش" على قاعدتها الجوية منذ 2013، وفقًا لما أعلنه التلفزيون الحكومي. وتعتبر هذه الخطوة أول انتصار فعلي لقوات الرئيس السوري بشار الأسد منذ بدء الضربات الجوية الروسية في أيلول/سبتمبر الماضي.
وكشف تقرير لتلفزيون الدولة السورية، أنّ القوات الحكومية التقت بالقوات التي كانت تدافع عن قاعدة كويرس الجوية في مقاطعة حلب الشمالية. وقد شنّت القوات السورية ـ مدعومة بمسلحين مواليين للحكومة ـ هجمات قوية للوصول إلى القاعدة الشهر الماضي تحت غطاء الضربات الجوية الروسية.
وكان "داعش" قد حاصر القاعدة الجوية منذ 2013 عندما هزمت الجماعات المسلحة التي كانت تحيط بالقاعدة لمدة عام. وقال أحد الجنود السوريين المشاركين في الهجمات للتلفزيون الحكومي مساء الثلاثاء: "نحن الآن داخل القاعدة الجوية، والتقينا أصدقائنا والموقف جيد جدًا".
وتعتبر خطوة يوم الثلاثاء هي أهم انتصار للحكومة ضد "داعش" الذي سيطر على نصف سوريا. وكانت القوات السورية قد حاولت الوصول إلى القاعدة الجوية في الماضي بلا حظ، ولكن يبدو أن الضربات الجوية الروسية ساعدتهم في إجبار داعش على الفرار من المنطقة. وكان مقاتلو داعش يحاصرون ألف جندي داخل القاعدة الجوية منذ 2013، ولكن نجحت القوات هناك في التماسك بالرغم من الهجمات المتكررة من خلال عمليات انتحارية متعددة.
وتحدث ضابط آخر من القاعدة للتلفزيون الحكومي، وقال: "بعد تحرير الكويرس نتعهد بتحرير بقية المناطق". وكانت القوات الموجودة بالقاعدة لمدة عامين على يقين أن الموت سيكون مصيرهم لو تم القبض عليهم، حيث قتلت داعش أكثر من 169 جندي سوري تم حصارهم في القاعدة العسكرية الموجودة في شمال الرقة. وظهر فيديو في ذلك الوقت لعشرات المجندين المذعورين بعدما تم تجريدهم من ملابسهم الداخلية قبل قتلهم.
ووفقًا لتقرير التلفزيون الحكومي، فإن المقاتلين قصفوا مدينة اللاذقية السورية الساحلية، صبيحة يوم الثلاثاء، وقتلوا ما لا يقل عن 16 شخًا وأصابوا 53 آخرين، في واحدة من أعنف الهجمات على الحكومة في الشهور الأخيرة.
وقالت وكالة الأنباء الحكومية "سنا" إنه تم إطلاق القذائف من قبل مسلحين ينتمون إلى تنظيم القاعدة في سوريا، والمعروفة باسم جبهة النصرة، وجماعة أحرار الشام المتطرفة. وقال التلفزيون الحكومي السوري إنه تم إطلاق قذيفتين على مناطق قريبة من جامعة تشرين بعد ظهر يوم الثلاثاء. وعرض التلفزيون صورًا لسيارة اشتعلت بها النيران وتعرضت سيارات أخرى للشظايا ومن بينها حافلة. وكان مشهد الدماء في الشوارع.
ونجت اللاذقية من أسوأ الحروب الأهلية في سوريا، ولكن تم قصفها أخيرًا في عدة مناسبات. وكانت آخر عمليات القصف التي نفذتها القوات الحكومية في الجبل بالقرب من المدينة الساحلية تحت غطاء الضربات الجوية الروسية. وكانت طائرات حربية روسية أقلعت من القاعدة الجوية العسكرية جنوب اللاذقية منذ 30 أيلول/سبتمبر لتنفيذ ضرباتها حول سوريا. وفي يوم الثلاثاء الماضي قال المقيمين في العاصمة السورية دمشق إن المتمردين قصفوا عدة أحياء في المدينة، وأعلنت وكالة أنباء سنا أن القصف أدى إلى مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين.