صنعاء ـ عبد الغني يحيى
استولى مسلحو القبائل المؤيدون لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، في محافظة الجوف، الأربعاء، على مواقع لجماعة "الحوثيين" في مشارف مديرية البقع شرق محافظة صعدة، معقل الجماعة، بعد معارك عنيفة، ويحشد رجال القبائل قوات على مشارف المديرية تمهيدًا لنقل المواجهات إلى صعدة.
وواصل طيران التحالف العربي، غاراته على معسكرات للجماعة ومخازن ذخائر في صنعاء وإب وعمران وصعدة وأبين وحجة، بينما خسر مسلحو المقاومة من أنصار هادي وعناصر "الحراك الجنوبي" مواقعهم في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج شمال عدن، فيما بدأ "الحوثيون" وقوات الجيش الموالية لهم تضييق الخناق على أحياء مديرية الشيخ عثمان في محافظة عدن، وقصفوا بالمدفعية والدبابات مواقع تمركز مسلحي المقاومة في مدينة تعز.
وأوضحت مصادر قبلية في محافظة ذمار، 100 كيلومتر جنوب صنعاء، أنّ مسلحي القبائل المناهضة لـ"الحوثيين" يستعدون لفتح جبهة جديدة ضدهم، خصوصًا بعد نسفهم منزل رئيس أركان الجيش محمد علي المقدشي الذي ينتمي إلى قبائل عنس، واستحواذهم على مؤسسات الدولة في المحافظة.
وأبرزت مصادر قبلية في محافظة الجوف، أنّ مسلحي قبيلة جهم سيطروا على موقعي الحرور والأبتر، ودحروا "الحوثيين" واستولوا على كميات من الأسلحة، مضيفة أنّ رجال القبائل يحتشدون على مشارف مديرية البقع شرق محافظة صعدة، تمهيدًا لنقل المواجهات إلى المعقل الرئيس للجماعة، فيما شنّ طيران التحالف غارات مكثّفة على صنعاء، واستهدف معسكر الحفا ومخازن الذخيرة في جبل نقم شرق العاصمة، ومعسكرات النهدين وعطان وسمع دوي انفجارات ضخمة.
كما قصف الطيران معسكر قوات الأمن الخاصة في محافظة إب، 170 كيلومتر جنوب صنعاء، واستهدف معسكر اللواء 15 في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، وطاول معسكرات يسيطر عليها "الحوثيون" في عمران شمال صنعاء، وفي محافظة حجة شمال غرب.
وأفادت مصادر مطلعة، أنّ الطيران ضرب مواقع في صعدة بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي للجيش السعودي طاول مواقع لـ"الحوثيين" على امتداد الحدود الشمالية الغربية لليمن، في مناطق الخضراء وجبل النار والملاحيظ ومران ورازح والمنزالة وتعشر والبرم، وسط محاولات يائسة لميليشيا "الحوثيين" للاقتراب من حدود المملكة العربية السعودية.
واعترف مسلحو المقاومة في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، بأنهم خسروا مواقعهم بعد هجوم "حوثي" عنيف، وبأن كل المدينة باتت تحت سيطرة "الحوثيين"، في حين ذكرت مصادر في عدن، أنّ "الحوثيين" يحشدون قوات لاقتحام مديرية الشيخ عثمان التي باتت معقلًا لأنصار هادي شمال المدينة مع محاولات للتقدم إلى مديرية البريقة غربها.
واعتبر مصدر في حزب علي صالح، أنّ الغارات التي دمّرت قصوره وقصور أقاربه في صنعاء "عمل غير مبرر" يستهدف منازل الرموز الوطنية والشخصيات السياسية والمواطنين العزّل، ووصلت إلى مطار صنعاء طائرتان تقلان مئات من اليمنيين الذين كانوا عالقين في مصر والهند بسبب ظروف الحرب، وعلى الرغم من وصول كميات من المشتقات النفطية إلى صنعاء والمدن الأخرى، مازالت الأزمة الحادة في الوقود انعكاساتها، إلى جانب ارتفاع أسعار السلع الرئيسة واستمرار انقطاع الكهرباء.
ونقلت مصادر صحافية، في تغيير مفاجئ في موقف إيران من سفينة المساعدات إلى اليمن، أنها ستتوجه إلی ميناء جيبوتي ليتحقق من حمولتها مفتشو الأمم المتحدة قبل أن تُبحِر الى ميناء الحديدة اليمني، ولم تُشِر المعلومات إلى الأسباب التي أدت إلى الموافقة علی تفتيش السفينة في جيبوتي؛ لكن مصادر ثانية أعربت عن اعتقادها بأن طهران لا تريد التصعيد مع القوات الأميركية المتواجدة في منطقة مضيق باب المندب أو قوات التحالف العربي، فيما تخوض مفاوضات مع الدول الغربية حول برنامجها النووي.
وقال المتحدث باسم وزارة "الداخلية" في الرياض، إنه عند الساعة السابعة و40 دقيقة صباح الأربعاء، وأثناء أداء الجندي أول حسن علي عبده صميلي، من منسوبي حرس الحدود السعودي لمهماته في مركز أبو الردف قطاع الحرث في منطقة جازان تعرض إلى إصابة بشظايا مقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية، ما أدى إلى مقتله.
وحصل المبعوث الخاص إلى اليمن في نيويورك إسماعيل ولد شيخ أحمد، على دعم مجلس الأمن في الدعوة الى تجديد الهدنات الإنسانية بهدف تسهيل انطلاق المشاورات بين اليمنيين في مؤتمر جنيف في ٢٨ من الشهر الجاري، بعدما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أنّ المشاورات في هذا المؤتمر يجب أن تتم بروح إيجابية ومن دون شروط مسبقة.
واستمع المجلس إلى الأحمد، في جلسة مغلقة، أصدر في ختامها بيانًا صحافيًا رحب فيه بإعلان الأمين العام عن عقد مؤتمر لكل الأطراف اليمنيين في جنيف، بنية تحقيق حل سياسي مجمع عليه للأزمة اليمنية بناء على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأشار ديبلوماسيون إلى أن الأحمد أطلع المجلس على حصيلة مشاوراته وتحضيراته لانطلاق أعمال مؤتمر جنيف وأنه طلب من المجلس دعم التوصل إلى هدنة إنسانية قبل انطلاق المؤتمر.
وشدد بيان المجلس على أنّ الحوار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة يجب أن يكون عملية يقودها اليمنيون، وعلى دعوة كل الأطراف اليمنيين إلى حضور المحادثات والانخراط فيها من دون شروط مسبقة وبنية جيدة بما في ذلك حل خلافاتهم من خلال الحوار والتشاور ورفض أعمال العنف، والامتناع عن الأعمال الانتقامية والوحيدة الجانب الهادفة الى تقويض الانتقال السياسي.