دمشق - نور خوام
توصلت القوات الحكومية السورية، عبر وسطاء دوليين، إلى تسوية مع التنظيمات المسلحة في مناطق الحجر الأسود ومخيم اليرموك وحي التضامن، وتقضي بخروج المسلحين الرافضين لتسوية أوضاعهم من هذه المناطق إلى مناطق سيطرة جبهة النصرة في إدلب، وتنظيم داعش في الرقة، وإخلاء جنوب دمشق من السلاح والمسلحين وعودة سلطة الدولة إليها.
وأكدت مصادر مشاركة في العملية أن التسوية تتضمن بسط الدولة كامل سيطرتها على تلك المنطقة التي ستكون خالية من السلاح والمسلحين وعودة مؤسساتها كافة للعمل هناك، وتصبح كأيّة منطقة آمنة من مناطق دمشق، وأن الدولة بذلت كل هذه الجهود من أجل عودة الأهالي إلى منازلهم.
لكن المصادر حذرت من عودة مسلحين من المناطق المجاورة لليرموك والحجر والتضامن للسيطرة عليها بعد خروج داعش والنصرة.
ويسيطر على منطقة الحجر الأسود منذ أكثر من عامين تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات المتطرفة، وعلى مخيم اليرموك تنظيم جبهة النصرة المدرج على اللائحة الدولية لتلك التنظيمات أيضًا بعد أنهى بالتعاون مع داعش نفوذ كتائب أكناف بيت المقدس ومجموعات مسلحة أخرى تتبع الجيش الحر في المخيم.
أما في حي التضامن فيسيطر على القسم الغربي من جنوبه المجاور لمخيم اليرموك لواء العز بن عبدالسلام المتهم بمبايعة داعش، وأما القسم الشرقي من جنوبه فتسيطر عليه مجموعات من فصائل "الحر".
وأوضحت المصادر أن التسوية تم التوصل إليها عبر وسطاء محليين ودوليين، بعد جهود بذلتها الجهات المعنية في الدولة السورية، وأن عملية خروج المسلحين ستتم بضمانات من الأمم المتحدة وبعض الدول المعنية بالأزمة السورية.
وأضافت أن بعض المسلحين في تلك المناطق ستتم تسوية أوضاعهم، وأن منظمة التحرير الفلسطينية كان لها دور مهم جدًا في التوصل لهذه التسوية.
كما أشارت المصادر إلى أنه تم، الثلاثاء الماضي، إخراج الجرحى المسلحين وعائلاتهم من تلك المناطق؛ حيث تم تجميعهم في محطة قطار "القدم" وترحيلهم بالحافلات.
تأتي هذه الأنباء بعد أيام قليلة من اتفاق أبرم في حمص لإخراج المسلحين من حي الوعر في مدينة حمص، وبعد إخراج المسلحين من بلدتي قدسيا والهامة في ريف دمشق إلى إدلب.
ميدانيًّا، جددت الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة قصفها لمناطق في حي الشيخ مقصود شمال حلب، ما أدى إلى إصابة أشخاص عدة بينهم مواطنتان على الأقل، كما نفذت طائرات حربية لا يعلم ما إذا كانت روسية أو تابعة للقوات الحكومية السورية ضربات على مناطق في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وقصفت القوات الحكومية مناطق في بلدتي خان طومان والزربة في ريف حلب الجنوبي ولم ترد أنباء عن إصابات، وكذلك تستمر الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة والنصرة من طرف آخر في قرية بانص في ريف حلب الجنوبي، وسط معلومات مؤكدة عن تقدم للنصرة والفصائل وسيطرتهم على القرية وتقدمهم تجاه قرى وبلدات أخرى.
وترافقت الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف وغارات على مناطق الاشتباك وتفجيرين هزا المنطقة، بينما قتل ضابط منشق عن القوات الحكومية خلال الاشتباكات في ريف حلب الجنوبي، في حين نفذت قوات الأمن الداخلي الكردية "الأسايش" اعتقالات في منطقة عفرين طالت أكثر من 14 شخصًا بينهم أعضاء في جمعيات المنطقة، وقالت مصادر إن القوات اقتادتهم إلى أحد مقارها بدون توضيح التهم الموجهة إليهم.
وتدور اشتباكات بين قوات "سورية الديمقراطية" من طرف، وداعش من طرف آخر في محيط قرية خربة هدلة في ريف بلدة عين عيسى الواقعة في ريف الرقة الشمالي الغربي، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وأغار الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في قرية الدلاك في ريف حماة الجنوبي، بينما نفذت طائرات حربية يعتقد بأنها روسية ضربات على مناطق في بلدات اللطامنة، كفرزيتا، لطمين، ولحايا في ريف حماة الشمالي، ولم ترد أنباء عن إصابات حتى اللحظة.
وتستمر الاشتباكات بين القوات الحكومية، وتنظيم داعش من طرف آخر في منطقة تلال الرميلة في محيط مدينة القريتين في ريف حمص الشمالي، واستهدف التنظيم آلية للقوات الحكومية في محيط منطقة تلال الرميلة ما أدى إلى مقتل عدد من القوات، وفتحت القوات الحكومية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بلدة السعن الأسود في ريف حمص الشمالي، ولم ترد أنباء عن إصابات.
وقتلت مواطنة جراء قصف القوات الحكومية منطقة في مدينة حرستا بصاروخ يعتقد بأنه من نوع "أرض - أرض"، كما فارقت طفلة من بلدة مضايا الحياة جراء نقص الغذاء والعلاج اللازم، بحسب نشطاء من المنطقة، وقتل رجل جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة إنخل في ريف درعا، في حين قصفت القوات الحكومية مناطق في مدينة إنخل، وطفل آخر جراء قصف مناطق في بلدة جاسم في ريف درعا.