دمشق - خليل حسين
بدأت القوات الحكومية السورية و مسلحو "حزب الله" اللبناني بعد ظهر اليوم السبت، هجوماً على بلدة "خان طومان" في محاولة لاستعادتها من مسلحي المعارضة ، تحت غطاء ناري من الطيران الحربي السوري والروسي .
وذكر مصدر ميداني في تصريح لموقع "المغرب اليوم" إن القوات الحكومية السورية بدأت بعد الظهر بقصف بلدة خان طومان جنوب مدينة حلب بحوالي 10 كلم، بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ تمهيدا لاقتحامها في الساعات القليلة المقبلة.
واضاف المصدر أنه تم حشد أكثر من 700 مقاتل من الجيش السوري و"حزب الله" لتنفيذ عملية برية واسعة في البلدة تحت غطاء كثيف من سلاح الجو السوري، متوقعا أن يتم الاقتحام خلال الليلة المقبلة.
وقال مصدر عسكري سوري من جهة ثانية، "ان وحدات من الجيش وجهت ضربات مكثفة على تجمعات لمجموعات مسلحة وأوكارا لتنظيم "جبهة النصرة" في قريتي "العيس" و"مويلح"، اسفرت عن "تكبيد المجموعات المسلحة خسائر بالأفراد والعتاد الحربي وتدمير مقرات كانوا يتحصنون فيها واليات محملة بالذخيرة ومزودة برشاشات ثقيلة".
واتهمت روسيا المجموعات المسلحة المنتشرة جنوب وغرب حلب التي اعلنت في السابق انتماءها الى المعارضة السورية، بوضع نفسها تحت إمرة تنظيم "جبهة النصرة" والمشاركة في الاستفزازات جنبا الى جنب مع مسلحيه.
وذكر المصدر العسكري السوري ان وحدة من الجيش "دمرت تجمعات للمسلحين ومرابض هاون في منطقة السكن الشبابي وحي بني زيد بمدينة حلب".
وقصفت طائرات حربية اليوم السبت مناطق في بلدتي "قنسرين" و"تل ممو" في ريف حلب الجنوبي، ولم ترد انباء عن اصابات، في حين استشهد 4 أطفال وأصيب 6 أطفال آخرون بجروح، جراء انفجار لغم كان قد زرعه تنظيم "الدولة الإسلامية" في وقت سابق في منطقة درب حسن في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة عين العرب (كوباني)، كما استشهد مهندس جراء إصابته في سقوط قذيفة أطلقتها قوات النظام على منطقة في حي جمعية الزهراء بمدينة حلب.
وفي محافظة درعا صدّت فصائل المعارضة السورية اليوم، محاولة تقدم للواء شهداء اليرموك المتهم بالارتباط بتنظيم "داعش" على بلدة تسيل في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، وذلك من منطقة الأحراج الممتدة حتى بلدة "عين ذكر" الخاضعة لسيطرة اللواء في ريف درعا الغربي.
وقالت مصادر محلية في درعا، ان مقاتلين من جبهة "النصرة" المعارضة ، اصيبوا إثر هجوم مسلحين مجهولين على أحد حواجزهم العسكرية المنتشرة على الطريق الحربي الواصل بين مدينة درعا والريف الغربي، تم إسعافهما إلى المشفى الميداني بالمدينة.
يُذكر أن المعارضة المسلحة سيطرت خلال اليومين الماضيين على بلدات عدوان وتسيل وسحم في ريف درعا الغربي، بعد مواجهات عنيفة مع مقاتلي لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى الإسلامية المساندة له.
وفي إدلب قالت مصادر اعلامية معارضة "إن مقاتلي حركة أحرار الشام الإسلامية وأجناد الشام وغيرها من الفصائل الإسلامية التي تحاصر بلدتي الفوعة وكفريا شمالي إدلب، استهدفوا مواقع القوات الحكومية في البلدتين بصواريخ (عمر وجهنم وحمم)، وبقذائف الهاون، وسط أنباء عن سقوط إصابات في صفوف القوات الحكومية".
وأكدت المصادر أن القصف جاء ردا على "قصف الطيران الحربي لقوات الحكومية محيط بلدة "تفتناز" ما أوقع قتيلاً وعددا من الجرحى من المدنيين، كما قنصت القوات الحكومية المتمركزة داخل الفوعة أحد المدنيين من أهالي بلدة "بنش" المجاورة، وسط قصف جوي على بلدتي "سراقب" و"حاس" والذي أوقع قتيلين وعددا من الجرحى أيضا".
وصعَّد تنظيم "داعش" من عملياته العسكرية في مدينة دير الزور شرق سورية وقصف متبادل مع القوات الحكومية في مخيم اليرموك، فقد شن التنظيم هجومًا واسعًا على نقاط تمركز الجيش السوري في حي الصناعة في مدينة دير الزور وقد استخدم التنظيم سيارة مفخخة اخترق بها خطوط دفاعات الجيش السوري.
وفي شمال سورية أفاد الناشطون من ريف إدلب تكثيف طائرات حربية ومروحية سورية غاراتها الجوية على المنطقة، مما أدى لمقتل إمرأة مع سقوط عشرات الجرحى في صفوف المدنيين.
وأوضح الناشطون أن طائرات الحربية بدأت شن غاراتها الجوية منذ اليوم حيث استهدفت مدينة سراقب بثلاث غارات جوية أدت لسقوط عدد من الجرحى بينهم أطفال، كما شنت غارتين على مطار تفتناز العسكري، كما ألقت الألغام البحرية على بلدة كفر شلايا في ريف جبل الزاوية ، بينما أغار الطيران الحربي بطائراته على الأطراف الغربية بلدة كفرنبل في جبل الزاوية "، وفي مدينة الرقة نشر تنظيم داعش حواجز داخل المدينة مع تفتيش دقيق للرجال والنساء بالتزامن مع حملة مداهمة لمقاهي الانترنت.
ونفذت طائرات حربية ما لا يقل عن 7 غارات على مناطق في اطراف بلدة حاس بريف معرة النعمان الغربي، ومنطقة مخيم للنازحين بين بلدتي "كنصفرة" و"كفرعويد" في جبل الزاوية، ومنطق كفرومة، ما ادى لاستشهاد شخص، وسقوط عدد من الجرحى، باطراف بلدة حاس، ومعلومات عن استشهاد 3 اخرين، وسط توجه سيارات الاسعاف الى المنطقة، بالإضافة لاستشهاد رجل في منطقة كفرومة بقصف جوي استهدفها، كذلك انتشلت جثة طفل جراء قصف جوي استهدف أمس منطقة بريف إدلب.
وفي دير الزور قال مدير حملة "دير الزور تذبح بصمت"، أحمد الرمضان إلى "العرب اليوم" إن العشرات من القوات الحكومية سقطوا بين قتيل وجريح، وصلوا إلى المشفى العسكري في دير الزور جراء السيارة المفخخة والمواجهات في حي الصناعة كما تم نقل عدد منهم الى مشافي محافظة الحسكة عبر الطائرات المروحية، وكشف الرمضان عن مقتل 20 من عناصر تنظيم داعش في غارة للطيران الحربي على معمل الحليب في مدينة موحسن قرب مدينة دير الزور.
وقصف تنظيم "داعش" حي القصور الذي تسيطر عليه القوات الحكومية بست قذائف هاون بالقرب من جمعية المعلمين، وهناك إصابات في صفوف المدنيين، كما قتل خمسة عناصر من تنظيم "داعش" بانفجار مقر للتنظيم في بلدة حطلة شمال غرب مدينة دير الزور .
أما في محافظة حمص، فقد نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، والخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" استهدفت بإحداها الية للتنظيم في المدينة، وانباء عن خسائر بشرية في صفوفه.
وفي محافظة اللاذقية، قصفت القوات النظامية مناطق في قرية السلور بجبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وفي العاصمة دمشق ذكرت مصادر محلية أن قصفا متبادلا بين القوات الحكومية ومسلحي داعش الذين سيطروا على حاجز العروبة، بينما دارت اشتباكات بين الأخير وجبهة النصرة في المخيم. وأكدت مصادر إعلامية فلسطينية داخل اليرموك أن القوات الحكومية قصفت ليل امس الجمعة مواقع لتنظيم داعش في مخيم اليرموك بالمدفعية".
كما شهدت المناطق المحيطة بمخيم اليرموك الفلسطيني، مواجهات بين تنظيم "داعش" وجبهة "النصرة". وبعد تدخل وسطاء من الفصائل الأخرى الموجودة في المخيم ومنطقة الحجر الاسود طلب "داعش" من مسلحي "النصرة" التوبة.
وتحدث مصادر أهلية داخل مخيم اليرموك عن قيام تنظيم "داعش" بفرض حظر للتجوال على المدنيين في شوارع " لوبية، الجاعونة، حيفا، صفورية، شارع 15، صفد" في مخيم اليرموك جنوب دمشق.
وفي محافظة ريف دمشق، تستمر الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة اخرى، في محيط بلدة "بالا" بالغوطة الشرقية، وانباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.
إلى ذلك أكد مصدر عسكري من مطار "الضمير" العسكري في تصريح لموقع "العرب اليوم" أن 85 شخصا من عمال معمل "اسمنت البادية" الذين كانوا مختطفين بيد تنظم "داعش" وصلوا إلى المطار العسكري تمهيدا لنقلهم إلى دمشق.
وكان موقع "العرب اليوم" انفرد أمس بإجراء اتصال هاتفي مع فرحان محمود مرجان وهو أحد ثلاث سائقين كانوا بين المختطفين وأفرج عنهم "داعش" الليلة الماضية حيث أفاد بأن التنظيم قام بالتحقيق مع جميع المختطفين قبل أن يقوم بذبح 40 شخصا جميعهم من الطائفة العلوية والدرزية والشيعية في حين قام بنقل المهندسين والفنيين البالغ عددهم نحو 50 إلى خارج تل دكوة مرجحا أن يكون قام بنقلهم إلى بئر القصب.