تونس ـ كمال السليمي
نجحت القوات الخاصة التونسية في إحباط هجوم متطرف آخر لتنظيم "داعش"، حيث قتلت القوات خمسة عناصر من التنظيم كانوا على وشك تنفيذ هجوم أخر، بينما يتم إجلاء ألاف السائحين البريطانيين من تونس، وبدأت الشركات السياحية بتنظيم رحلات جوية لإجلاء حوالي 3000 سائح بريطاني بعد تحذير وزارة "الخارجية" البريطانية من هجوم أخر محتمل لتنظيم "داعش".
وذكرت صحيفة "الديلي ميرور" أن قوات الأمن التونسية تتبعت ثمانية من المشتبه في كونهم متطرفين ويخططون لهجوم أخر على السائحين، حيث تم قتل خمسة منهم بالقرب من بلدة القطار، بينما نجح ثلاثة منهم في الفرار، وذكر مصدر من الاستخبارات البريطانية أن "القوات التونسية الخاصة تصرفت بسرعة وقامت بإجلاء السائحين منعا لشن هجوم أخر محتمل".
وعلى الرغم من الهجوم الذي تم إحباطه بعد أسبوعين فقط من الحادث المتطرف الذي راح ضحيته 38 سائحًا في منتجع سوسة، إلا أن الكثير من المصطافين عندما عادوا إلى بلادهم أوضحوا أن الحكومة قد بالغت في رد فعلها، حيث دافع وزير الخارجية فيليب هامون عن القرار الخاص بمنع السفر إلى تونس، موضحا أنه تحت الدراسة بحيث لا يحدث أي رد فعل غير محسوب العواقب، فيما أعرب بعض السائحين وهم في طريق عودتهم إلى منازلهم أنهم شعروا بالأمان على أرض تونس أكثر من بلادهم.
وذكر زوجان شابان وطفلهما والبالغ عمره 21 شهرًا "كنا نقول لبعضنا أنه ربما تحدث هجمات متطرفة في مطار مانشستر أكثر من تونس، وفي منتجع سوسة هناك سيارات تابعة للجيش في كل مكان وشعرنا بالأمان تماما".
وأوضح العضو المنتدب في جريدة "الغارديان" ديفيد ماغليانو (52 عامًا) أنه اضطر إلى قطع عطلته في تونس مع زوجته جو(39 عامًا ) وأبنائه، مضيفا أنه "أمر متعلق بالتطرف، أما الشرطة فهي أشبه بالشرطة المسرحية، فهم ينتشرون في كل مكان بما في ذلك مترو الأنفاق، إلا أنهم لا يستطيعون منع شيء، إنهم فقط يمنحونا شعورا ضحلا بالأمن، أنا حقا أشعر بالضيق ليس لقطع عطلتي، فقط ولكن لتأثير هذا الحادث على قطاع السياحة في تونس، والأشخاص الذين يعملون في هذا المجال من شركات السياحية وسيارات الأجرة والأسواق، الحادث سيؤثر على عدد كبير من الناس، الحادث تأثيره مدمر على قطاع السياحة في تونس، خصوصًا أن البلاد تعتمد عليه بشكل كبير" .
وأوضحت ترايسي كابرون (49 عامًا) من كاسلفورد أنها اضطرت إلى قطع عطلتها بعد أن كانت في منتصف الطريق مع أختها موارين ووالدتها ديبي، وكانت العائلة حزينة بسبب قطع الأجازة ورجوعهم إلى بريطانيا مرة أخرى، وأوضحت "أعتقد أنهم يتصرفون بشكل غير عقلاني، أشعر بالإحباط كثيرا، كان يجب أن أبقى، لم أشعر بالتهديد على الإطلاق، فقد كان هناك حراسا حولنا في كل مكان، أعتقد أن الحكومة تعاملت مع الأمر بصورة مخزية كان يجب على الجميع أن يبقى، الحراس كانوا على السطح والشاطئ في كل مكان حولنا".
وبيّن كليف ريدر (44 عامًا) وهو مسؤول عن الرفق بالحيوان، "نشعر بخيبة الأمل بعد قطع عطلتنا، لقد كان الكثير من الناس حولنا يتجولون بالمدافع يعتنون بنا كنا نشعر بالأمن".
ويذكر أن البريطانيين الثلاثين الذي توفوا إثر الهجوم كانوا عملاء لشركتي "Thomson" و"First Choice"، وكنتيجة للهجوم لم يعد لدى الشركتين أي عملاء في تونس، كما ألغت الشركتان جميع عطلاتها في تونس لفصل الصيف بعد الحادث، وكإجراء وقائي قررت الشركات إجلاء جميع الموظفين البريطانيين بالشركتين في غضون الـ24 ساعة المقبلة، كما أكد توماس كوك إلغاء جميع الحجوزات إلى تونس حتى 31 تشرين الثاني/أكتوبر المقبل.
وجاء في نص البيان التحذيري لوزارة الخارجية البريطانية "إذا كنت في تونس ولديك حاجات ضرورية هناك يجب أن تتحرك بالوسائل التجارية، وإن كنت مسافرا مع أحد المرشدين السياحيين يجب عليك الحديث مع مشغل جولتك السياحية، ويقوم مشغلي الجولات السياحية بترتيب رحلات طيران إضافية لتنظيم إجلاء العملاء، وإن كنت مسافرا بشكل مستقل يجب على القيام بترتيباتك الخاصة للمغادرة".