اسطنبول - جلال فواز
تبدأ القمة الـ13 لمنظمة التعاون الإسلامي أعمالها اليوم في إسطنبول ، ويشارك فيها أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، إلى جانب رؤساء برلمانات، ووزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة، فيما أكدت تركيا في بيان صادر عن الرئاسة، أنها ستبذل خلال فترة توليها رئاسة المنظمة جهوداً لإيجاد حلول للمشكلات الداخلية والخارجية التي يواجهها العالم الإسلامي، وتعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون.
وتنعقد القمة وسط تحديات غير مسبوقة، بالنسبة الى ما يتعلق بمواجهة الإرهاب وتناميه باسم الدين، أو بالنسبة إلى الحروب الدائرة في عدد من الدول العربية والإسلامية والحلول السياسية لأزماتها المطروحة على الصعيد الدولي، وخصوصا في سورية واليمن والعراق وليبيا.
وأعلنت المنظمة ، أن قادة العالم الإسلامي سيتدارسون خلال القمة في إسطنبول اليوم الخميس 12 وثيقة، على رأسها قضية فلسطين والصراع العربي- الإسرائيلي والتدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية العربية.
وقالت في بيان صحافي إن " ملوك ورؤساء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي سيتوافدون صباح اليوم إلى مركز المؤتمرات في إسطنبول لعقد الدورة الـ13 لمؤتمر القمة الإسلامي التي تستضيفها تركيا خلال بين 14 و15 نيسان الجاري. وأشار البيان إلى أن وزراء الخارجية أنهوا اجتماعهم التحضيري للقمة التي تعقد دورتها الحالية تحت شعار "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام"، لافتاً إلى أنه تم إعداد المسودة النهائية للبيان الختامي والوثائق الختامية المتعلقة بملفات القمة، تمهيداً لرفعها إلى قادة العالم الإسلامي ".
وكان وزراء خارجية دول المنظمة عقدوا اجتماعات تمهيدية ليومين وضعا خلالها مسودة البيان الختامي للقمة. وتضمن مشروع البيان خمس فقرات تطرقت الى "إدانة التدخلات الإيرانية والاعتداء على سفارة المملكة وقنصليتها في إيران ورفض التدخل في القرارات السيادية للدول العربية والسعودية".
وحاول الجانب الإيراني تجنب هذه الإدانة في البيان الختامي، سواء أثناء الاجتماعات التمهيدية التي عقدت في جدة الشهر الماضي أو في تلك التي عقدت في إسطنبول منذ الإثنين الماضي على مستوى الخبراء ثم على مستوى وزراء الخارجية أو من يمثلهم أول من أمس. وأفادت معلومات أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قدم مداخلة في الاجتماع الوزاري حاول فيها الإيحاء بأن "بلاده تتعرض لضغوط فيما هي تحاول تحسين العلاقات مع الدول العربية والخليجية".
وقال مصدر ديبلوماسي في المنظمة، إن رئيس الوفد السعودي رد عليه، مؤكداً أن "طهران تتدخل مباشرة في عدد من الدول عسكرياً وتخالف مبدأ حسن الجوار"، مؤكداً أن أعضاء الوفود وافقوا في النهاية على الفقرات التي تدين سياسات طهران ولم يتضامن مع طهران أي من ممثلي الدول الأعضاء. واكتفى الوفد العراقي باقتراح أن تتولى الأمانة العامة إيجاد صياغة توفيقية لكن لم يؤخذ برأيه.
وكشف مصدر ديبلوماسي آخر عن أن "الخارجية الإيرانية كانت استدعت قبل أسبوعين سفراء أكثر من ٥ دول وطلبت إليهم التحفظ في الاجتماعات التحضيرية في إسطنبول عن إدانة إيران، خصوصا أن فقرات الإدانة هذه كانت أعدت في الاجتماع التحضيري الأول الذي انعقد في جدة الشهر الماضي".
وقال الأمين العام للمنظمة إياد أمين مدني، إنّ القمة الإسلامية الـ13 ستشهد أكبر مشاركة على المستوى الرفيع في تاريخها. وأوضح في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء أعمال الاجتماع التحضيري لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء، إن برنامج العمل الاستراتيجي لعام 2025 سيكون من أهم المواضيع التي سيتم تداولها خلال القمة.
وعن الاجتماع التحضيري للمجلس الوزاري، بيّن أن اللقاءات التي جرت طوال أمس بين المجتمعين، دارت حول تقويم أوضاع العالم الإسلامي، وكيفية تحسين البنية التحتية للدول الأعضاء. وأشار مدني إلى أنه تمّ خلال الاجتماع أيضاً، تناول قضايا السلام، والأمن، والقضية الفلسطينية، إضافة إلى مكافحة الفساد والتطرف والإرهاب، فضلاً عن مسائل الاستثمار والأمور المالية، والعلوم والتكنولوجيا، وتغير المناخ، وظاهرة الإسلاموفوبيا.
وتطرق إلى العلاقات التركية المصرية، موضحاً أن المنظمة تدعم المحادثات المبدئية لحل الأزمات القائمة بين الدول الأعضاء، وأنها تنظر إلى العلاقات التركية- المصرية من هذا المنظور.
وكشف مدني أنه لمس ليونة واضحة بين مسؤولي البلدين خلال الاجتماعات، معرباً عن أمله بفتح صفحة جديدة بين الدولتين عقب انتهاء فعاليات القمة.