الدار البيضاء - جميلة عمر
ذكر بيان للديوان الملكي أن العاهل المغربي محمد السادس أجرى مساء اليوم الثلاثاء مباحثات هاتفية مطولة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, جددا خلاله التأكيد على إرتياحهما التام إلى نتائج الزيارة الملكية الأخيرة إلى موسكو، والتي فتحت عهدًا جديدًا في العلاقات بين البلدين وكرست إرساء شراكة إستراتيجية معززة.
وأشاد الملك والرئيس الروسي بالتقدم الذي شهده تفعيل مختلف أوجه هذه الشراكة والتزام مسؤولي البلدين بضمان تجسيدها التام في جوانبها الاقتصادية والثقافية والسياسية والأمنية, وعبر الملك والرئيس الروسي عن انشغالهما القوي بشأن التطورات الأخيرة لقضية الصحراء من قبيل ما تم تسجيله على مستوى الأمانة العامة للأمم المتحدة, وقررا في هذا الصدد تعزيز تنسيقهما والإبقاء على اتصال دائم بهذا الشأن من أجل التوصل في نهاية شهر نيسان/أبريل الجاري إلى نتيجة متوازنة ومثمرة, وأعرب قائدا البلدين أيضا عن إرتياحهما إلى نتائج التشاور السياسي بين البلدين، وقاما، في هذا الاطار خلال هذه المباحثات، ببحث مختلف القضايا ذات الطابع الإقليمي والدولي ولا سيما تلك المرتبطة بالوضع في المشرق والمغرب العربي.
وتكللت الزيارة الأخيرة للملك محمد السادس إلى روسيا, بالنجاح حيث رحبت موسكو بالنتائج التي حققتها الزيارة الرسمية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى روسيا الاتحادية, وخلال هذه الزيارة تم الإتفاق كل منهما فوق أرضه، على تشجيع إستثمارات الطرف الآخر المتعاقد وقبولها وفقا لقوانينه وأنظمته.
وسيتيح هذا الإتفاق للإستثمارات التي يقوم بها أحد الطرفين المتعاقدين فوق تراب الطرف الآخر، الاستفادة من قبل هذا الأخير، بالتعامل لا يقل إيجابية عن التعامل الممنوح، في نفس الظروف، للمستثمرين الوطنيين.
وكان الجانبين المغربي والروسي أرسيا خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الملك محمد السادس لموسكو شراكة استراتيجية معمقة، تروم المساهمة في السلم والاستقرار الإقليميين والدوليين، والعمل من أجل الدفاع والحفاظ على المصالح الاستراتيجية للبلدين في إطار من التضامن والتشاور، والحفاظ على وحدتهما الترابية وتعزيز وحدتهما، وتطوير مبادرات للتعاون والشراكة على مجموع ترابهما. كما عبرا عن رغبتهما في تعزيز الحوار الثنائي وتوسيع التعاون في جميع المجالات، وذلك بكيفية فاعلة ومتواصلة
و يعتزم البلدين الرفع من نجاعة التعاون القائم بينهما في مجال التكنولوجيات المتطورة، وتطوير مشاريع ذات أولوية في مجال الاستغلال السلمي للعلوم والتكنولوجيات النووية، والطيران المدني، والملاحة عبر الأقمار الاصطناعية، وإنجاز مشاريع للتعاون المثمر للطرفين في قطاعات الصيدلة، والتجهيز الطبي، والصناعة الكيماوية والتعاون الصناعي.
وأعربت روسيا الإتحادية، عن إشادتها بالمبادرة المغربية المتعلقة بتكثيف النقل الجوي بين البلدين، مشيرًا الى أن الجانبين سينكبان على تحفيز الاستثمارات المتبادلة في المجال السياحي, كما يعتزم البلدين تطوير تعاونهما في مجال التعليم والثقافة وتحفيز تبادل الطلبة، إلى جانب القيام بعمليات توأمة، وسيواصلان تطوير العلاقات بين الأشخاص، وبلديات روسيا الاتحادية من جهة، وجهات وأقاليم ومدن المملكة المغربية من جهة أخرى.