الدار البيضاء ـ جميلة عمر
اقترح ممثلون عن الفصائل الليبية تشكيلة جديدة لحكومة وحدة وطنية مساء الأحد، في مدينة الصخيرات، في إطار خطة تدعمها الأمم المتحدة وتهدف إلى إنهاء حالة الفوضى التي يعيشها البلد منذ خمس سنوات، وأُرسلت لائحة تضم 18 وزيرًا مقترحًا لإقرارها من قبل البرلمان المعترف به دوليًا، والذي يتخذ من مدينة طبرق، شرقي ليبيا، مقرًا له.
وفي مؤتمر صحفي، أعرب رئيس المجلس الرئاسي ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج خلال تصريحه لوسائل الإعلام عن شكره للمغرب الذي استضاف كل جولات الحوار السياسي الليبي طيلة ومشاورات تشكيل الحكومة الليبية.
وأوضح السراج أن الحكومة الليبية الجديدة تتكون من 18 وزيرًا، بينهم ثلاث وزيرات، وخمسة وزراء دولة، مشيرا إلى أن اختيار أعضاء الحكومة اعتمد فيه على معايير الكفاءة والخبرة والتوزيع الجغرافي.
وأعرب السراج، في هذا السياق، عن الأمل في أن يفتح تشكيل هذه الحكومة الجديدة صفحة جديدة في تاريخ ليبيا يطبعها الأمن والسلام والاستقرار.
ومن جانبه، أبرز الناطق الرسمي باسم المجلس الرئاسي فتحي المجيبري، خلال ندوة صحفية، عقدها مساء الأحد في الصخيرات، أنه تم إحالة لائحة أعضاء الحكومة الجديدة إلى مجلس النواب لمنحها والثقة مؤكدا أن الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة يشكل "محطة تاريخية" في تاريخ ليبيا.
وقال: "الليبيين انتظروا أكثرمن 15 شهرا من الحوار والنقاش والتضحيات لكي تتشكل اليوم حكومة وفاق وطني"، وبعدما أعرب عن أمله في أن تكون هذه الحكومة بداية لنهاية النزاع بليبيا وتمكن من توحيد الجهود المبذولة من طرف الليبيين بهدف مواجهة الإرهاب، دعا المجيبري جميع مكونات المجتمع الليبي إلى دعم هذه الحكومة وحث أعضاء البرلمان على اتخاذ "قرار حكيم" من شأنه وضع حد للنزاع بليبيا
كما دعا دول المنطقة والمنتظم الدولي إلى دعم الجهود المبذولة لتشكيل حكومة وفاق وطني، مضيفا "أن هذه الحكومة، بالتأكيد، لن ترضي كل الأطراف بليبيا لكنها ستساعد الليبيين على المحافظة على وحدة بلدهم".
يشار إلى أنه تم في يناير الماضي الإعلان عن تشكيل تشكيلة حكومة تضم 32 وزيرا والتي ضمت الفصائل المتناحرة ، وذلك تنفيذا لاتفاق الصخيرات في 17 دجنبر الماضي، وعاشت ليبيا منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في سنة 2011 ، من تدهور الأوضاع، ويوجد في البلاد حكومتان وبرلمانان متنازعان أحدهما بطرابلس والآخر في شرق ليبيا.
وسبق لمارتن كلوبر مبعوث الأمم المتحدة، أن حذر قبل خمسة أيام من اجتماع الصخيرات، من أن الفراغ السياسي في ليبيا يهيئ فرصة لانضمام مسلحي التنظيم إلى مقاتلين في دول أفريقية أخرى، وتخشى حكومات غربية كذلك، من أن تعزيز التنظيم وجوده في ليبيا يمكن أن يمثل نقطة انطلاق ثانية بعد سوريا لشن هجمات في أوروبا.