الجزائر _ المغرب اليوم
أعلنت الرئاسة الجزائرية أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ترأس، الأربعاء، اجتماعًا عاجلاً لبحث الوضع السائد في ولاية غرداية جنوب البلاد، على خلفية الصدامات المذهبية بين العرب والأمازيغ، التي تسببت في سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وقتل 25 شخصًا على الأقل في مواجهات بين عرب "المالكيين" وبربر "الإباضيين" جنوب الجزائر عند تخوم الصحراء، في أعلى حصيلة منذ عامين.
وكشفت مصادر في الرئاسة لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أن الاجتماع شهده رئيس الوزراء عبدالمالك سلال، ونائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، ووزير الدولة مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، وتم البحث فيه الوضع بغرداية بعد الأحداث التي خلفت مقتل نحو 20 شخصًا، وكثير من الجرحى في كل من غرداية وبريان.
وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الجزائرية، الأربعاء، فإن 19 شخصًا لقوا حتفهم متأثرين بإصابتهم المختلفة، ما رفع عدد القتلى إلى 25 شخصًا خلال المواجهات التي دامت يومين كاملين بين الشعانبة وهم من العرب، والمزابيين وهم من البربر، والتي أصيب فيها العشرات بجراح خطيرة، كما تم إحراق منازل ومحال تجارية وسيارات في منطقة غرداية، الواقعة على بعد 600 كلم جنوب الجزائر، بحسب مصادر طبية ومسؤولين محليين، بحسب مصادر طبية ومسؤولين محليين.
كانت الجولة الأخيرة من المواجهات قد وقعت الأسبوع الماضي، ما أدى إلى نشر قوات مكافحة الشغب، التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود، وخلال هذه المواجهات تم تخريب ونهب مئات المنازل والمحال التابعة للشعانبة في غرداية، منذ أن تراجعت العلاقات الجيدة بين العرب والبربر في المنطقة في ديسمبر/كانون الأول 2013، بسبب خلافات حول أملاك وتخريب معلم بربري تاريخي في الشهر نفسه.
وذكر تلفزيون "النهار" أن وزير الداخلية نور الدين بدوي، وصل مدينة غرداية على رأس وفد مهم، وأن قوات من الصاعقة، التابعة لجهاز الدرك الوطني الذي يتبع وزارة الدفاع، وصلت مدينة القرارة.
ووصفت المصادر مواجهات، ليلة الأربعاء، بأنها الأعنف منذ اندلاع المصادمات المذهبية في غرداية نهاية 2013، لافتة إلى أن التطور الخطير فيها هو استخدام الأسلحة النارية.
وكانت وزارة الدفاع أفادت بأن الجيش قرر التدخل في محاولة لإنهاء النزاع المذهبي في غرداية، موضحة أن قائد الناحية العسكرية الرابعة (التقسيم العسكري الذي يضم غرداية ومناطق مجاورة أخرى)، اللواء الشريف عبد الرزاق، تنقل إلى مدينة غرداية؛ للوقوف الميداني على الوضع السائد، وعقد على الفور اجتماعًا لضبط الخطة الأمنية، وتنسيق الجهود، قصد تفادي تكرار مثل هذه التجاوزات الخطيرة، واستعادة الأمن والاستقرار بمنطقة غرداية، كما اجتمع مع كل الأطراف المعنية بعملية التهدئة واستتباب الأمن والطمأنينة بالمنطقة.
ولم تكشف الوزارة عن تفاصيل الخطة الأمنية، غير أن مصادر إعلامية أشارت إلى وصول تعزيزات أمنية عسكرية لمختلف ثكنات غرداية، تحسبًا لدخول الجيش ساحة العمليات وانتشاره بها.