صنعاء ـ عادل سلامه
نجحت جهود وقف إطلاق النار في اليمن بعد أكثر من ستة أسابيع من الغارات الجوية التي تقودها المملكة العربية السعودية، بإعلان "الحوثيين" أنَّهم سيستجيبون للهدنة التي تدعمها الولايات المتحدة الأميركية.
وأصدرت جماعة "الحوثي" بيانًا لها، أعربت فيه عن استعدادها للتعامل بإيجابية مع أي جهود أو تدابير من شأنها المساعدة في إنهاء الأزمة"، ولم تشر الجماعة في بيانها رسميًا إلى الهدنة الإنسانية لمدة خمسة أيام التي عرضتها المملكة العربية السعودية.
ويأتي هذا التطور بعد أن أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء عدد القتلى المدنيين إثر المواجهات المحتدمة بين المقاومة الشعبية والمتمردين "الحوثيين"، إلى جانب المعاناة المترتبة على الحصار الجوي والبحري المفروض على اليمن، ما تسبب في نقص حاد من الغذاء والدواء والوقود.
وقصفت طائرات التحالف معقل المتمردين في صعدة في الجبال الشمالية للمرة الثانية على التوالي، السبت الماضي، بعد إعلان الإقليم باعتباره هدفا عسكريًا، كما نُفذت ضربات مزدوجة على مقر إقامة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في صنعاء، الذي تم اتهامه بتدبير تحالف بين وحدات الجيش المنشقة والمتمردين.
وجاء في بيان "الحوثيين" الصادر في وقت مبكر الأحد، إعلان تعاونهم مع وقف إطلاق النار لمساعدة الناس الذين يعانون من نقص حاد في الوقود والمواد الغذائية.
وأفادت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية بأنَّ سفينة شحن إيرانية تبحر إلى ميناء الحديدة اليمني الذي يسيطر عليه المتمردون، مساء الأحد، في خطوة من المرجح أن تشعل التوتر مع القوات التي تقودها المملكة العربية السعودية.
وذكرت الوكالة الإيرانية أن سفينة الشحن ستحمل 2500 طن من المساعدات الإنسانية بما في ذلك المواد الغذائية والأدوية، في الوقت الذي تتهمها فيه المملكة العربية السعودية وحلفاؤها العرب بأنَّها تسعى إلى تهريب الأسلحة والذخيرة إلى الحوثيين.
وأعلن المتحدث باسم المنشقين عن الجيش اليمني شرف لقمان، أنَّ القوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، وافقت على الهدنة الإنسانية بعد وساطة من الدول الشقيقة والصديقة، مشيرًا إلى أنَّ القوات "ستدافع عن النفس إذا انتهك أي شخص الهدنة، التي من المقرر أن تبدأ الثلاثاء".
يُذكر أنَّ وحدات الجيش المنشقة ظلت موالية للرئيس صالح بعد أن خرج من السلطة في أوائل عام 2012، ولعبت دورًا رئيسيًا مع المتمردين المدعومين من إيران في السيطرة على أجزاء كبيرة من اليمن.
وبدأت قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بدعم من الولايات المتحدة، تنفيذ ضربات جوية ضد الحوثيين ووحدات الجيش الموالية لصالح في 26 آذار/ مارس الماضي، بهدف الدفاع عن شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومنع التمدد الحوثي تجاه مدينة عدن.
وأدلى وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، اقتراحًا لوقف إطلاق النار الجمعة الماضي بدعم قوي من واشنطن، التي وفرت الدعم اللوجستي لحليفها العربي ولكن لم تنفذ غارات جوية.