القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
تتعاون منظمة دفن إسرائيلية مع شركة بناء متطورة لإنشاء مقبرة واسعة تحت الأرض تتوفر فيها مصاعد بسبب ضيق المساحة في مدينة القدس المحتلة التي يفضل اليهود أن يدفنوا فيها بزعم أنها الخيار الأفضل للراحة الأبدية بعد الموت.
وتشمل المرحلة الأولى من المقبرة الجديدة 22 ألف مدفن، موزعة على ثلاثة مستويات، وشبكة من الأنفاق المتقاطعة، حيث يجري الآن الحفر في التربة الطينية الصخرية تحت أكبر مقبرة في القدس.
وتصل تكلفة المشروع إلى 50 مليون دولار، وتم تدشينه منذ بضعة أشهر ويتم تمويله من مصاريف بيع المقابر التي ستكون معظمها ملك يهود في الخارج، وتعتبر هذه المقبرة الأولى من نوعها في العصر الحديث، ومن المرجح أن تكون بداية اتجاه جديد، حيث هناك حاجة ماسة لها، إذ لا يوجد سوى عدد قليل من المقابر اليهودية في القدس لا تزال تقبل الوافدين الجدد.
وأفادت تقارير إسرائيلية رسمية بأنَّ المقبرة الخاصة في وسط المدينة أصبحت تقريبًا كاملة العدد، علمًا أنَّها مكلفة للغاية حيث يصل سعر المدفن فيها إلى 20 ألف دولار، لافتة إلى أنَّ مقبرة "جبل هرتزل" المقبرة الوطنية في "إسرائيل" محجوزة للنخبة من القادة والشخصيات البارزة لدى الاحتلال.
وتقع مقبرة "جبل الزيتون"الأكثر شهرة والتي يبلغ تاريخها ثلاثة آلاف عام في القدس الشرقية، التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لفلسطين؛ لذلك ما تبقى هي مقبرة "هار هامنشوط" وهي أكبر مقبرة في المدينة، وافتتحت عام 1951.
كما أنَّ هناك حوالي 522 ألف يهودي يعيشون في القدس وستة ملايين من اليهود في الأراضي المحتلة وحوالي ثمانية ملايين يهودي يعيشون في جميع أنحاء العالم ويرغب الكثير منهم في أن يتم دفنهم في القدس.
ووافق الحاخامات على الدفن في خزائن فوق الأرض طالما تمت الطقوس والعادات الصحيحة، ومعظم الأموال التي تدعم المقابر في القدس تأتي من اليهود في الخارج الذين يريدون أن يتم يدفنهم في هذه المدينة.
وأوضح مدير المشروع الجديد يائير مايان بأنَّ الأمر يعتمد على استخدام أكثر ذكاء للأرض، وتوقع الحفر أعمق وفي جميع أنحاء الجبل.