الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
احتجاجات قبالة أحد مخيمات اللاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية

بروكسل - سمير اليحياوي

دعت سلطات الإتحاد الأوروبي في بروكسل إلى إصلاح قواعد اللجوء لتخفيف الضغط على بعض دول الاتحاد مثل اليونان وإيطاليا، والتي تكافح من أجل التعامل مع التدفق بأعداد كبيرة للمهاجرين اليها، حيث وصلت أعداده الى نحو 1,1 مليون من المهاجرين واللاجئين إلى دول الاتحاد العام الماضي، بما يهدد نظام اللجوء المشترك.

ووسط أكبر حركة للاجئين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فقد ذهب العديد من الدول إلى التخلي عن القواعد المشتركة المعمول بها داخل الإتحاد الأوروبي، أو حتى الإعلان عن إغلاق جانب واحد من حدودها.

ويتمثل محور خطة الإصلاح واسعة النطاق التي كشفت عنها المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء في إعادة تنظيم لقواعد "دبلن Dublin "، فعندما تم الإنتهاء من وضع هذه القواعد خلال فترة التسعينيات، كان الامر يقتصر على تقديم اللاجئين طلب اللجوء في أول بلد يصلون إليها. إلا أن ذلك الإجراء قد أصبح بلا جدوي منذ إعلان المستشارة الألمانية،أنجيلا ميركل في آب / أغسطس الماضي بأن أي لاجئ سوري في ألمانيا هو موضع ترحيب للبقاء في المانيا.

وكان نظام دبلن قد واجه بالفعل ضغوطاً شديدة قبل بداية الأزمة الهجرة، ومنع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من إرسال طالبي اللجوء إلى اليونان منذ قضاء المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في عام 2011 بأن أوضاع اللاجئين في البلاد كانت سيئة للغاية وبمثابة المعاملة المهينة

 وذكر فرانس تيمرمانس، وهو النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية بأن الأزمة الحالية أظهرت بأن النظام الحالي لم يكن فعالا. ويرجع ذلك إلى أنه ليس عادلاً أو مستداما بالنظر إلى التدفق الكبير للمهاجرين والذي أثقل كاهل عدد قليل من الدول الأعضاء.

وطرح تيمرمانس خيارين لإصلاح سياسة اللجوء في أوروبا، أولهما يتمثل في وقف العمل بنظام دبلن، وأن يكون لدى الإتحاد الأوروبي نظام إعادة توزيع إلزامي لطالبي اللجوء بناء على ثروة البلاد وقدرتها على استيعاب الوافدين الجدد. أما الخيار الثاني فسوف يبقي علي القواعد المعمول بها في الوقت الحالي مع إضافة آلية العدالة التصحيحية حتى يمكن إعادة توزيع اللاجئين في أوقات الأزمات بما يرفع الضغط عن الدول التي هي في المواجهة.

ومن شأن هذه الآلية أن تكون على غرار على النظام الحالي لتوزيع نحو 160,000 لاجئ من اليونان وإيطاليا على دول الإتحاد الأوروبي الأخرى. ولكن في سابقة غير مشجعة، فقد أعيد توطين 937 شخصا فقط في الأشهر الستة الأولى من عمل المخطط.

وألقى ديميتريس افراموبولوس وهو المفوض المسؤول عن قواعد اللجوء للإتحاد الأوروبي باللوم على الدول الأعضاء بسبب الإفتقار إلي الإرادة السياسية، مع تجاهل الحكومات الوطنية مجدداً دعواته السابقة لتسريع إعادة التوطين. ورفض تيمرمانس الإقتراحات التي تقول بأن إضافة آلية العدالة التصحيحية لإتفاقية دبلن تفتقر إلى الطموح، قائلاً بأنهم يضعون في الإعتبار هذين الخيارين في ظل حاجة أوروبا إلى نظام لجوء أكثر مركزية.

وأثار إصلاح سياسة اللجوء في الاتحاد الأوروبي الجدل مرةً أخرى بشأن الإستفتاء على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، مع إدعاء المؤيدين للخروج بأن قواعد دبلن لا تتناسب مع بريطانيا. وتختار بريطانيا ما اذا كانت سوف تشارك في سياسة اللجوء بالإتحاد الأوروبي، فيما إستقرت الحكومات المتعاقبة على نظام دبلن لأنه يتيح لهم ترحيل طالبي اللجوء إلى أول بلد وصلوا إليه.

وكشف المسؤولون في "داونينغ ستريت" الثلاثاء عن أن ضغوطاً كبيرة مورست من الحكومة أحالت دون وقف العمل بقواعد إتفاقية دبلن. إلا أن مجلس اللاجئين إتهم الحكومة البريطانية بمحاولة الإبقاء على نظام ظالم وغير قابل للتطبيق بشكلٍ واضح في ظل الوضع الراهن.

 وتأتي إعادة تنظيم قواعد إتفاقية دبلن ضمن مقترحات أوسع نطاقاً تشمل دورا أكبر لوكالة اللجوء في الإتحاد الأوروبي، EASO، فضلاً عن إنشاء قائمة بدول الإتحاد الأوروبي الآمنة لزيادة عدد الأشخاص العائدين بعد رفض طلب اللجوء. فعلى سبيل المثال، سارعت اليونان الإسبوع الماضي للإنتهاء من التشريعات التي بموجبها يتم إعتبار تركيا بلداً آمناً على الرغم من إحتجاجات جماعات حقوق الإنسان.

كما تسعى المفوضية الأوروبية أيضاً للتوصل إلى طرق أكثر قانونية تسمح للمهاجرين بالتوافد إلى أوروبا بطريقة منظمة وإدارتها وآمنة وكريمة، ليس فقط لتدمير تجارة مهربي البشر، وإنما لسد العجز أيضاً في سوق العمل في أوروبا الذي من المتوقع بأن ينكمش بنحو 18 مليون شخص في العقد المقبل. ويعتقد المسؤولون في الإتحاد الأوروبي بأن زيادة مهارات العمال المحليين لن يكون كافيا لسد العجز.

وقال تيمرمانس بأن قضية الهجرة تعد واحدة من التحديات الرئيسية التي سوف يتعين على الإتحاد الأوروبي مواجهتها على المدى الطويل، مشيراً إلى أنها لا تقل أهمية عن قضايا أخرى مثل العولمة وتغير المناخ والحروب وعدم الاستقرار. فكل ذلك يعني بأن التوافد على أوروبا سوف يستمر خلال الفترة المقبلة

 

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الانفجارات تهزّ كييف ورفع حالة التأهب الجوي في أوكرانيا…
القوات الأميركية تنفذ غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية في…
ترمب يعلن تشكيل إدارته الجديدة ويختار ماسك للكفاءة الحكومية…
غارات إسرائيلية على ضاحية بيروت تتسبب في مقتل عشرات…
ترامب يرشح روبيو لوزارة الخارجية ومايكل والتز مستشاراً للأمن…

اخر الاخبار

مجلس النواب المغربي يكشف عن أسماء البرلمانيين المتغيبين بدون…
المغرب والسعودية يتفقان على تسهيل عملية ترحيل المحكوم عليهم…
أخنوش يعرض تجربة المغرب في التكيف مع التغيرات المناخية…
الحكومة المغربية تؤكد التعامل الإيجابي مع الرقابة البرلمانية وقبول…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…
وليد الركراكي يخطط لثورة في تشكيلة المنتخب المغربي قبيل…

صحة وتغذية

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…
حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

الأخبار الأكثر قراءة

فقدان الاتصال مع هاشم صفي الدين الزعيم المحتمل لـ"حزب…
اليونيفيل تُبقي قواتها بمواقعها في جنوب لبنان رغم طلب…
تجدد الغارات على الضاحية وحزب الله يستهدف قاعدة جوية…
مجلس الأمن الدولي يدعم غوتيريش بعد أعلان وزير الخارجية…
ضربة إسرائيلية تقطع معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا…